المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الحاصل جنوبًا.. تثبيت احتلال طامع

    يواجه اليمن، كُـلّ اليمن، مؤامرة دولية كبرى لم تعد...

    فوضى مُدارة.. هكذا يتقن الاحتلال صناعة الصراع بين أدواته

    لا تُقرأ مشاهد الاقتتال في المحافظات الجنوبية المحتلّة بوصفها...

    ورد الآن.. زحف عسكري يسقط معسكرات “الميليشيا” بسقوط أهم محافظتين ويصل تخوم الثالثة وسط فرار “قيادي بارز” من قبضة الرياض ليصل “مأرب” على وقع التخيير “صنعاء أو العدم” (تفاصيل حاسمة)

    نفذت فصائل المرتزقة الموالية للإمارات زحفاً عسكرياً خاطفاً أسقط “حضرموت والمهرة” ووصل تخوم “مأرب“، لتسقط كل معسكرات ميليشيا الإصلاح حتى في أخر معاقلها في قبضة فصائل الإمارات المدعومة من الإنتقالي، لتقع حضرموت والمهرة في قبضة الإمارات وخارج نطاق الرياض.

    وفي تحولٍ عسكريٍ دراماتيكيٍ يصفه المراقبون بـ”الانقلاب الكامل في ميزان القوى شرقي اليمن”، شهدت الأيام الأخيرة انهياراً متسارعاً لمواقع حزب الإصلاح، بعد عملية خاطفة لفصائل المرتزقة الموالية للإمارات التي اجتاحت وادي حضرموت والمهرة وأطبقت الخناق على مأرب لتكون مصيرٍ غامض بعد فرار محافظها سلطان العرادة من الإقامة الجبرية في السعودية.

    حيث انهارت معاقل حزب الإصلاح تباعاً أمام زحف فصائل المرتزقة الموالية للإمارات والمدعومة من “الانتقالي الجنوبي”، لتتحول حضرموت والمهرة إلى ميادين نفوذٍ لأبوظبي، فيما وقفت الرياض في موقف المتفرج المرتبك بعد أن كانت راعية التحالف وقائدة بوصلته.

    وتطورت المعارك إلى مرحلةٍ غير مسبوقة، فبعد سقوط معسكرات المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت دون قتال، واستيلاء فصائل المرتزقة الموالية للإمارات على الدبابات والمروحيات والمدرعات، تقدمت القوات نحو مأرب، مقتحمةً معسكر عارين الاستراتيجي بين شبوة ومأرب، في عمليةٍ نوعيةٍ أنهت فعلياً وجود الإصلاح العسكري في الشرق.

    وفي المقابل، حاولت الرياض المناورة عبر توقيع اتفاق مع زعيم حلف القبائل عمرو بن حبريش في حضرموت لتجميد القتال واستئناف نشاط الشركات النفطية، غير أن الاتفاق لم يصمد ساعات أمام هجومٍ كاسحٍ نفذته فصائل الانتقالي على الحقول النفطية، انتهى بأسر العشرات من عناصر القبائل وفرار الآخرين، ليعلن “الانتقالي” السيطرة الكاملة على منابع النفط ومداخلها الحيوية.

    كما حاولت السعودية تهدئة الانهيار عبر ترتيباتٍ وصفت بأنها خريطة جديدة تُعيد تقسيم اليمن، إذ أجبرت قوات “الإصلاح” على الانسحاب من كامل المناطق الحدودية الشرقية إلى نقاط ما كانت تُعرف بالحدود الشطرية قبل وحدة 1990.

    ووفق مصادر عسكرية، فقد أمرت القيادة السعودية اللواء 23 ميكا المتمركز قرب منفذ الوديعة بالتحرك إلى منطقة “غوبريان” شمال مأرب، وهي آخر نقطة كانت تتبع “جمهورية اليمن الديمقراطية”. كما سمحت لهم بحمل أسلحة متوسطة وثقيلة أثناء الانسحاب، بينما حلّت محلهم فصائل سلفية موالية للسعودية بقيادة سلطان البقمي، ضمن ما وُصف بأنه إعادة انتشار استراتيجي يعيد رسم الجغرافيا العسكرية لليمن.

    ووصل سلطان العرادة، عضو مجلس ما يسمى بالرئاسي التابع لحكومة المرتزقة، وأبرز قادة ميليشيا الإصلاح، إلى مأرب بطريقة وُصفت بالتهريب عبر طرق صحراوية بعد شهور من احتجازه في الرياض، في توقيتٍ يتزامن مع تطويق المدينة من محورين؛ أحدهما عبر قوات الإمارات الزاحفة من شبوة والعبر، والآخر من صحراء حضرموت حيث تتمركز ألوية “سبأ” بقيادة عبداللطيف القبلي نمران المقرّب من نجل صالح.

    وتفيد التقارير أن العرادة تلقى رسائل تحذيرية أمريكية بضرورة “ترتيب وضعه في صنعاء”، في إشارة إلى أن ملف مأرب بات على طاولة التسوية الدولية، وأن الولايات المتحدة تتهيأ لإغلاق صفحة الإصلاح نهائياً بعد انتهاء دوره. فيما دعا القيادي الجنوبي عادل الحسني العرادة إلى إعلان “البيان رقم واحد” والتفاهم مع صنعاء، محذّراً من أن “التحالف بشقيه السعودي والإماراتي بات من الماضي”.

    وفي حضرموت، لم تكد فصائل الانتقالي تُحكم قبضتها على الوادي والصحراء حتى بدأت حملة انتقامية شرسة ضد قادة الإصلاح، شملت اقتحام منزل وزير الداخلية السابق إبراهيم حيدان في سيئون ونهب محتوياته بالكامل، إلى جانب مداهمة مقرات الحزب ومنازل قياداته وتصفيه عناصره ميدانياً. مشاهد اعتبرها المراقبون تصفية حسابات بين الحليفين السابقين في التحالف السعودي – الإماراتي، وانعكاساً لانهيار الثقة بين جناحي العدوان على اليمن.

    ويرى محللون أن إسقاط حضرموت والمهرة بهذا الشكل السريع والمنسق يكشف عن تفاهم سعودي – إماراتي خفي لإعادة رسم خارطة النفوذ جنوب اليمن، وتهيئة الأرضية لانفصالٍ فعلي، مع تحييد حزب الإصلاح وإقصائه من المشهد العسكري والسياسي، رغم أنه كان الذراع الأبرز للرياض منذ بداية الحرب.

    spot_imgspot_img