المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المخطّط الصهيوني في الجنوب وحتمية تطهير كُـلّ شبر

    تتصاعدُ وتيرةُ الصراع الداخليِّ في الساحة اليمنية المحتلّة، حَيثُ...

    حقيقة “الصراع”!؟

    بكل ما أوتي من مكرٍ وخُبث وتوحش ودمويةٍ، وبكل...

    نماذج تصنع أجيالًا

    من يتأمل مسيرة الرسالات الإلهية يدرك أن المرأة كانت...

    هدموا أسطورة الردع الأمريكي.. اليمنيون يُرغِمون واشنطن على استبدال قاذفاتها الاستراتيجية بـ”المُفخَّخات” الرخيصة 

    أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، تغيير استراتيجيتها القتالية في الشرق الأوسط بعد سلسلة الإخفاقات التي مُنيت بها خلال المواجهات الأخيرة مع القوات اليمنية في البحر الأحمر.

    وجاء القرار الأمريكي بعد فشل سياسة “الردع الجوي الشامل” التي اعتمدتها واشنطن لعقود، ليتمّ الانتقال إلى مرحلة “المُفخَّخات الرخيصة” كبديل عن القاذفات العملاقة والطائرات الشبحية التي لم تُجدِ نفعًا أمام القدرات اليمنية الصاعدة.

    وأكّدت القيادة المركزية (سنتكوم)، في بيانٍ رسمي، أن الجيش الأمريكي بدأ فعليًا نشر أسطولٍ جديد من الطائرات المسيَّرة منخفضة الكلفة من طراز “لوكيوس” (Loitering Munition)، وهي طائرات أحادية الاتجاه تعمل بالاندفاع الصاروخي لتنفيذ مهمة واحدة فقط: تفجير نفسها بعد تحديد الهدف. وأوضحت أن هذه المنظومة جرى اعتمادها بتوجيهٍ مباشر من وزير الدفاع قبل أربعة أشهر، ضمن خطة لإعادة تقييم “أولويات الردع في بيئات التهديد غير المتكافئ”.

    ويأتي هذا التبدّل الاستراتيجي بعدما فشلت القاذفات الاستراتيجية من طراز (B-2) و(B-52)، التي استُدعيت مطلع العام الجاري، في تحقيق أي إنجاز ميداني خلال التصعيد ضد اليمن، رغم ما أُنفِق عليها من مليارات الدولارات. كما فشلت أسراب المقاتلات والطائرات المسيَّرة المتطورة في حماية الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، الذي تكبّد خسائر فادحة بلغت أكثر من 20 طائرة من طراز MQ-9 Reaper، وطائرتين من نوع F-18 Super Hornet، إضافة إلى محاولات ناجحة للقوات اليمنية في استهداف حاملة طائرات وإصابة بوارج مرافقة.

    وتُعدّ هذه الخسائر صفعةً استراتيجية غير مسبوقة للبنتاغون، إذ أظهرت أن المنظومات الأمريكية الأغلى والأحدث عاجزة أمام الأسلحة اليمنية المحلية الصنع، وفي مقدمتها الطائرات المفخخة التي باتت اليوم تُعتبر سلاح الردع الأهم في معركة البحر الأحمر. وقد أجبرت هذه الهجمات أكثر من خمس حاملات طائرات أمريكية وغربية على مغادرة المنطقة، في ما سمّاه المراقبون “انسحاب العار” من مسرح العمليات.

    ويرى خبراء عسكريون أن قرار واشنطن التحول إلى طائرات “اللوكيوس” الانتحارية الرخيصة هو اعتراف ضمني بهزيمةٍ عملياتية أمام العقيدة القتالية اليمنية الجديدة، التي فرضت معادلة “التكلفة مقابل التأثير“: أي أن الطائرة المفخخة التي لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف من الدولارات، قادرة على شلّ منظومة دفاعية تكلّف مئات الملايين.

    ويُجمع المراقبون على أن هذا التحوّل الأمريكي لم يأتِ بدافع الابتكار، بل تحت ضغط الخسائر، وأنه يُجسّد انتقال واشنطن من مرحلة “الهجوم الشامل” إلى مرحلة الدفاع القلق والارتباك التكتيكي، في مواجهة خصمٍ أثبت أن الإرادة والعقيدة تفوق التكنولوجيا المتغطرسة.

    spot_imgspot_img