اشتعلت الساحة العراقية، مساء الخميس، بموجة احتجاجات غاضبة عارمة في عدد من المحافظات، رفضًا لما وُصف بأنه قرار خاطئ أدرج “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” اليمنية ضمن قوائم الإرهاب، وتجميد أموالهم عبر النظام المالي العراقي. وخرجت آلاف الجماهير في بغداد والبصرة والسماوة في مسيرات حاشدة رفعوا خلالها أعلام المقاومة اللبنانية واليمنية، مردّدين شعارات تندّد بالتبعية لواشنطن وتؤكد التضامن مع محور المقاومة.
ففي العاصمة بغداد، احتشد المئات في ساحة التحرير مردّدين هتافات: «كلنا حزب الله… كلنا أنصار الله»، ورفعوا لافتات تطالب بإلغاء القرار فورًا ومحاسبة الجهات التي وصفوها بـ“المتواطئة مع الاحتلال الأمريكي”. كما شهدت محافظة السماوة مظاهرة مماثلة، جابت شوارع المدينة وسط انتشار أمني مكثّف، رفع خلالها المحتجون صور السيد حسن نصر الله والسيد عبد الملك الحوثي، مؤكدين أن من يصنّف المقاومين كإرهابيين «خان القدس والعراق معًا».
أما في البصرة، فقد شهدت مسيرة ضخمة انطلقت من كورنيش المدينة نحو القنصلية الأمريكية، حيث ردد المتظاهرون هتافات تندد بـ“الهيمنة الأمريكية“، مؤكدين دعمهم للمقاومة الإسلامية في لبنان واليمن، ورفضهم القاطع لأي قرار “يستهدف من حارب الإرهاب الحقيقي في المنطقة”.
النجباء: الحكومة خانت الشعب وتواطأت مع واشنطن
وفي موقفٍ سياسي صريح، شنّ رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء، الشيخ علي الأسدي، هجومًا عنيفًا على حكومة محمد شياع السوداني، معتبرًا أن ترشيح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام من قبل العراق يشكل “إهانة للدماء العراقية الطاهرة، واستخفافًا بتضحيات الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن السيادة والمقدسات”.
وقال الأسدي إن “الوقائع العراقية اليوم تُظهر حكومةً خاضعة للإملاءات الأجنبية، تُصنّف المقاومين الحقيقيين على قوائم الإرهاب، بينما تُكرّم مجرمي الحرب”. وأضاف: “هذه خيانة وطنية، فـ«حزب الله» و«أنصار الله» هم من سالت دماؤهم على أرض العراق دفاعًا عن كرامته… وحكومة كهذه لا تمثل الشعب العراقي الأبي.”
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف حجم الشرخ المتزايد بين الشارع العراقي وحكومة السوداني، التي باتت تُتهم علنًا بفتح قنوات تواصل سرّية مع واشنطن وتل أبيب تحت غطاء التعاون الأمني. ويعتبر محللون أن التوقيت حساس للغاية، إذ تأتي هذه الأزمة بينما تتصاعد التوترات في المنطقة بسبب الحرب على غزة والدعم الشعبي العربي المتزايد للمقاومة.
