يعاني كثيرون من نوبات السعال التي تتفاقم عند حلول الليل، وكأن الجسم اختار الوقت الأكثر حاجة للراحة ليبدأ معركة جديدة مع الكحة الجافة أو المصحوبة بالبلغم. فالجهاز التنفسي يتفاعل مع الساعة البيولوجية للجسم ووضعية النوم، مما يزيد من تهيج الشعب الهوائية أثناء الليل.
سر تفاقم الكحة ليلاً:
خلال الليل، ينخفض هرمون الكورتيزول المسؤول عن تقليل الالتهابات، بينما تنشط خلايا الدم البيضاء لمقاومة العدوى، مما يزيد إفراز المواد المسببة للالتهاب ويؤدي إلى احتقان الحلق والأنف وحدوث السعال المتكرر. كما ترتفع حرارة الجسم قليلًا، مما يزيد من الإحساس بالحمى والخمول، خصوصًا عند نزلات البرد أو العدوى الفيروسية.
تأثير وضعية النوم والجاذبية:
الاستلقاء على الظهر يصعّب تصريف المخاط من الأنف والجيوب الأنفية، فيتجمع في مؤخرة الحلق ويحفز مستقبلات السعال. كما أن مرضى الارتجاع المعدي المريئي قد يزداد لديهم السعال الليلي بسبب ارتداد أحماض المعدة عند الاستلقاء.
العوامل البيئية:
وجود الغبار أو وسائد الريش أو شعر الحيوانات الأليفة أو العفن في غرفة النوم يزيد من الحساسية التنفسية ويحفز الكحة الليلية. لذلك يُنصح بغسل الأغطية أسبوعيًا، واستخدام وسائد مضادة للحساسية، وتهوية الغرفة يوميًا.
طرق السيطرة على الكحة الليلية:
استخدام البخار الدافئ قبل النوم لترطيب الممرات التنفسية وتقليل التهيج.
تناول ملعقة من العسل الطبيعي قبل النوم لتخفيف الكحة وتحسين جودة النوم.
استخدام غسول الأنف الملحي لإزالة المخاط وتقليل الاحتقان.
رفع الرأس والكتفين أثناء النوم لتسهيل التنفس ومنع تجمع الإفرازات.
لمرضى الربو أو الانسداد الرئوي المزمن، مراجعة الطبيب لضبط العلاج الليلي باستخدام بخاخات موسعة للشعب أو أدوية مضادة للالتهاب.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا استمرت الكحة أكثر من أسبوعين، أو صاحبها صفير، ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، فقد تشير إلى مشكلة أعمق مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو الارتجاع أو الربو. الكحة التي توقظ المريض بشكل متكرر لا يجب تجاهلها، فهي قد تدل على اضطراب تنفسي يحتاج لتشخيص دقيق.
