المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الحرارة تلامس الصفر وتحذيرات واسعة من الصقيع في المرتفعات اليمنية

    حذّر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر، اليوم السبت، من...

    اعتداء سعودي جديد يستهدف وادي الرقو في منبه الحدودية

    في تصعيد خطير ومتجدد، استهدف الجيش السعودي صباح اليوم...

    “ذا كريدل” الأمريكية: حضرموت تتحول إلى ساحة تصفية حسابات “سعودية–إماراتية” والتصعيد يهدد بنسف “مسار السلام”

    نشرت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية تقريراً مطوّلاً عن التطورات المتسارعة في محافظة حضرموت، مؤكدة أن المحافظة أصبحت ساحة مواجهة مفتوحة بين السعودية والإمارات للسيطرة على أهم الحقول النفطية اليمنية، وأن ما يجري ليس صراعاً محلياً أو خلافاً قبلياً عابراً، بل امتداد مباشر للصراع السعودي–الإماراتي على الأرض والموارد اليمنية.

    وبحسب الصحيفة، فإن السعودية تخلّت عن قوات حزب الإصلاح وسلّمت الهضبة النفطية للفصائل الإماراتية ضمن صفقة، الأمر الذي عزّز سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على غالبية مناطق الهضبة النفطية.

    وأوضحت أن التحركات العسكرية والأمنية للفصائل والميليشيات المرتبطة بالتحالف تهدف إلى فرض السيطرة على الثروات النفطية والبحرية، وتحويل حضرموت إلى قاعدة نفوذ تمكّن الرياض وأبوظبي من تعزيز سيطرتهما في الجنوب والشرق.

    وأشار التقرير إلى أن الاشتباكات حول حقول النفط تصاعدت في هضبة حضرموت خلال الساعات الأخيرة، مع محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي وقبائل يافع والضالع السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها شركة “هوك” التابعة لشركة “توتال” النفطية في حضرموت.

    ولفت إلى أن المحافظة تكتسب أهمية استراتيجية قصوى لكونها أكبر محافظات اليمن، وتضم أكبر مخزون نفطي في البلاد، إضافة إلى ميناء بحري حيوي، ما يجعلها ساحة تنافس مباشر بين “الحليفين اللدودين” السعودية والإمارات. كما أوضح أن حضرموت تنقسم جغرافياً إلى شمال “الوادي والصحراء” وجنوب “الساحل”، وهو تقسيم انعكس على التوزع العسكري للقوى المتصارعة.

    ورأت الصحيفة أن ما يحدث في حضرموت اليوم مرتبط بصراع إقليمي أكبر على النفوذ بين السعودية والإمارات يمتد من السودان إلى شرقي اليمن على مسافة تقارب 2500 كيلومتر؛

    فـالسعودية، في إطار ممارسة الضغط على واشنطن لاحتواء دور الإمارات في الحرب السودانية، طالبت الولايات المتحدة بإدراج قوات الدعم السريع المدعومة إماراتياً على قائمة الإرهاب، بينما جاء الرد الإماراتي عبر تحريك قوات “الانتقالي” باتجاه حضرموت، المحافظة ذات الثقل الأكبر للسعودية.

    كما لفت التقرير إلى أن تحركات الإمارات في حضرموت قد تكون ردًّا مباشراً على تدخل السعودية في ملف السودان، في حين يُطرح احتمال وجود تنسيق سعودي لتسليم المحافظة لقوات “درع الوطن”، على اعتبار أنه لا يمكن للمجلس الانتقالي التحرك من دون ضوء أخضر من الرياض.

    وذكرت الصحيفة أن السعودية استغلت الأحداث لإضعاف الإخوان وإسقاط آخر معاقلهم في الجنوب، المتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ودفعهم نحو مأرب، بما يمهّد – وفق التقرير – لتنفيذ أي مشروع تقسيمي محتمل في المستقبل.

    وأكدت الصحيفة أن تطور الأحداث في حضرموت يتزامن مع تصاعد قدرة الردع اليمني، وأن هذا التصعيد يأتي ضمن محاولات السعودية والإمارات فرض أمر واقع قبل أي تغييرات إقليمية، في إطار مشروع أمريكي–إسرائيلي يسعى إلى تفكيك اليمن والسيطرة على الممرات الحيوية والموارد.

    وأوضحت أن التصعيد في حضرموت يزيد من تعقيد أي مسار سياسي للسلام، ويفتح المجال أمام تفاقم النزاعات الداخلية، في حين أن الردع اليمني المستمر من صنعاء يؤكد أن الإرادة الوطنية لن تتراجع أمام العدوان.

    واختتمت “ذا كريدل” تقريرها بالتأكيد على أن الإمارات كسبت من الجولة الحالية توسيع سيطرة ميليشياتها على مناطق استراتيجية جديدة، بينما استغلت السعودية الأحداث لإضعاف نفوذ الإخوان وترتيب حسابات حلفائها مثل “درع الوطن”، لكن “كل ذلك يجري في إطار لعبة تصفية مصالح تُدار بمنطق الرقص على رؤوس الثعابين، ويظل الخاسر الأكبر هم أصحاب الأرض”؛ في رسالة واضحة بأن استمرار الرياض في هذا المسار التصعيدي لن يمر دون كلفة عالية على استقرارها ومصالحها في نهاية المطاف، مهما بدا المكسب الآني مغرياً.

    spot_imgspot_img