المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الحرارة تلامس الصفر وتحذيرات واسعة من الصقيع في المرتفعات اليمنية

    حذّر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر، اليوم السبت، من...

    اعتداء سعودي جديد يستهدف وادي الرقو في منبه الحدودية

    في تصعيد خطير ومتجدد، استهدف الجيش السعودي صباح اليوم...

    ورد الآن.. اقتحام معسكرات بهجوم متكرر والأخير يرد باقتحام “القصر الرئاسي” واجبار قوات الميليشيا على الانسحاب من العاصمة وطرد الرئيس الذي يحرق الملفات الحساسة ويسحب السلاح والسيارات الرئاسية (التفاصيل)

    في تصعيد جديد اقتحم مسلحو “قبائل حضرموت” معسكرًا تابعًا للمجلس الانتقالي في مديرية رماه، وقاموا بإفراغه من أسلحته ونقلها إلى منطقة مجهولة. فيما رد الأخير باقتحام “القصر الرئاسي” لحكومة المرتزقة ومقرها في “عاصمة التحالف” عدن ما يسمى “قصر المعاشيق” وذلك انسحاب القوات السعودية التي كانت تتولى حمايته.

    وتعيش المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن على صفيحٍ ساخن، مع تسارع الانهيار داخل معسكر التحالف السعودي الإماراتي، وتحوّل التوتر السياسي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة بين وكلاء الرياض وأبوظبي في هضبة حضرموت النفطية، بعد أيام من أكبر انسحاب سعودي من عدن منذ بدء الحرب.

    وفي التفاصيل: شهدت حضرموت تصعيداً خطيراً تمثّل في سلسلة هجمات استهدفت معسكرات المجلس الانتقالي خلال الساعات الأخيرة. فقد اقتحم مسلحو القبائل معسكراً تابعاً للمجلس في مديرية رماه على الحدود السعودية، واستولوا على أسلحته بالكامل. ويُعد هذا الهجوم الثالث خلال أقل من 12 ساعة، إذ استُهدف أيضاً رتل عسكري للمجلس على خط العبر–عتق بعبوات ناسفة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما تعرضت قيادات ميدانية للانتقالي لهجوم داخل أحد فنادق سيئون.

    وبينما لم تتضح بعد هوية الجهات المنفذة، تشير تقديرات إلى أن هذه العمليات قد تكون جزءاً من “مقاومة قبلية” يقودها زعماء حضارم، أو تكتيكاً سعودياً منظماً لدفع الانتقالي إلى الانسحاب من الهضبة النفطية. ويبدو أن الميدان أصبح مشتعلاً بين فصائل الإمارات والقبائل الموالية للرياض في معركة نفوذ لم تعد تخفى على أحد.

    وبالتوازي مع ذلك، بدأت المملكة عملية انسحاب مفاجئ من عدن، حيث أخلت قواتها مواقعها في قصر معاشيق الرئاسي ومطار عدن الدولي، ونقلت معداتها العسكرية بإسناد من “درع الوطن”، في عملية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الوجود السعودي في الجنوب. الانسحاب المفاجئ ترك فراغاً أمنياً استغلته قوات الانتقالي للسيطرة على عدن بالكامل.

    وبعد ساعات فقط من المغادرة السعودية، اقتحمت فصائل “العاصفة” التابعة لعيدروس الزبيدي قصر معاشيق وأغلقت أبوابه بالقوة، وطردت وحدات الحماية الرئاسية التابعة للعليمي بأسلحتها الفردية فقط. هذا التطور شكّل انقلاباً ميدانياً على نفوذ الرياض، وأعاد ترتيب موازين السيطرة في الجنوب لصالح الإمارات.

    وفي خضم هذا الانقلاب، غادر رشاد العليمي عدن بصورة “مهينة وقسرية” متوجهاً إلى الرياض بعد تعرضه لمضايقات مباشرة من قوات الانتقالي التي طوقت مقر إقامته داخل القصر. ووفق مصادر مقربة، أمر العليمي بإحراق الملفات الحساسة وسحب السلاح والسيارات الرئاسية قبل مغادرته، في مشهد يعكس انهيار سلطته بشكل نهائي. كما أصدر بياناً شديد اللهجة اتهم فيه الانتقالي بارتكاب جرائم حرب في حضرموت والمهرة، ملوّحاً بملاحقة قياداته أمام المحاكم الدولية، في ما اعتُبر آخر محاولة لإثبات وجود سياسي قبل خروجه النهائي من المشهد.

    وفي خطوة غير مسبوقة، أصدرت السعودية أوامر عاجلة بنقل وحدات سودانية متمركزة في عدن إلى وادي وصحراء حضرموت، ضمن عملية تحشيد ضخمة شاركت فيها فصائل “درع الوطن” السلفية الموالية للرياض. التحرك السعودي جاء بالتزامن مع تصاعد التهديدات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، الذي رفض الانسحاب من مناطق إنتاج النفط رغم الإنذار السعودي الأخير الذي منحه مهلة لم تتجاوز ٤٨ ساعة.

    ووفق مصادر ميدانية، فإن القوات السعودية بدأت انتشاراً واسعاً في مناطق وادي وصحراء حضرموت المتاخمة للحدود السعودية، استعداداً لمواجهة محتملة مع قوات الانتقالي.

    وفي تصعيدٍ آخر، أقدم المجلس الانتقالي على إغلاق مدينة سيئون بالكامل، ونصب علي الكثيري حاكماً للهضبة النفطية في تحدٍ مباشر للرياض. فقد وصل الكثيري – رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي – إلى المدينة، وعقد اجتماعات مع مشايخ الوادي والصحراء، معلناً نفسه “الحاكم الفعلي” لحضرموت، ومؤكداً في أول تصريح له أن المحافظة “تحررت بتضحيات القوات الجنوبية ولن تُسلَّم لأي طرف آخر”. الخطوة مثّلت إعلاناً عملياً لانفصال حضرموت عن سلطة التحالف السعودي، ومحاولة إماراتية لتكريس واقع ميداني جديد.

    في المقابل، جدد الوفد السعودي في المكلا مطالبته بخروج قوات الانتقالي فوراً، ومنح المجلس مهلة جديدة لا تتجاوز 24 ساعة للمغادرة، بحسب ما كشفه الصحفي السعودي علي العريشي. ويُنظر إلى هذا التحذير على أنه الفرصة الأخيرة قبل اندلاع مواجهة مباشرة بين الطرفين في قلب الهضبة النفطية.

    ويقف الجنوب اليوم على حافة الانفجار؛ السعودية تعيد تموضعها بعد خسارة عدن، والإمارات ترسخ نفوذها في حضرموت، والعليمي يحترق سياسياً في المنفى، فيما القبائل ترفع السلاح لتقول كلمتها الأخيرة. المشهد برمته لا يعكس مجرد خلافٍ بين حليفين، بل انهيار تحالفٍ كامل تحوّل من “عاصفة الحزم” إلى عاصفة الفوضى والانقسام

    spot_imgspot_img