أكد الكاتب الصحفي والباحث السياسي المغربي الدكتور إدريس عدار أن الدعم العسكري والنوعي الذي قدّمه اليمن للمقاومة الفلسطينية شكّل نقطة التحول الحاسمة في معركة غزة، مشيرًا إلى أن الضربات اليمنية بالصواريخ والمسيّرات نحو عمق الكيان الصهيوني أحدثت صدمة استراتيجية أرغمت تل أبيب على إعادة حساباتها، وأجبرت الاحتلال على قبول وقف العدوان بعد فشل كل محاولات الردع.
وقال عدار، في حديث لصحيفة عرب جورنال، إن “اليمن اليوم ليس طرفًا هامشيًا بل أصبح ركيزة رئيسية في محور المقاومة، وضغطه البحري والعسكري كان العامل الأشد تأثيرًا على اقتصاد الاحتلال وممراته البحرية في البحر الأحمر”، موضحًا أن تعطيل الموانئ وخطوط الملاحة الإسرائيلية شكّل ضربة قاصمة للمصالح التجارية والاقتصادية للكيان، وفاقم من خسائره المالية والعسكرية في وقت واحد.
وأضاف أن “كل التصعيد الأمريكي والإسرائيلي ضد اليمن فشل فشلًا ذريعًا في وقف دعمه لغزة”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة اضطرت في النهاية إلى عقد تفاهمات غير معلنة مع صنعاء دون شروط مسبقة، وهو ما عدّه “اعترافًا صريحًا بفشل العدوان البحري وانكسار الهيمنة الغربية في البحر الأحمر”.
وأشار الباحث المغربي إلى أن استمرار معركة الإسناد اليمنية رغم اغتيال قيادات ووزراء واستهداف البنية العسكرية في صنعاء وصعدة والحديدة، كشف عن صلابة الجبهة اليمنية وعن قدرتها على الصمود والرد، مؤكدًا أن “الكيان الصهيوني وجد نفسه أمام جبهة عنيدة لا يمكن احتواؤها أو إيقافها بالوسائل التقليدية”.
وشدد عدار على أن “إصرار صنعاء على مواصلة الدعم العسكري والسياسي لغزة” غيّر طبيعة الصراع بالكامل، إذ تحولت اليمن من جبهة مدافعة إلى فاعل إقليمي مهاجم ومؤثر في القرارات الدولية، مضيفًا أن هذا التحول سيجعلها “عنصرًا لا يمكن تجاوزه في أي تسويات قادمة تخص مستقبل المنطقة.”
“اليمن اليوم ليس فقط صوتًا للمقاومة، بل قوة فرضت توازنًا جديدًا في معادلات الشرق الأوسط، وجعلت الاحتلال يفكر ألف مرة قبل شن أي عدوان جديد على غزة أو على غيرها.”
