تشهد مدينة تعز منذ عدة أيام أزمة غاز منزلي غير مسبوقة، حيث امتدت طوابير المواطنين أمام محال البيع ونقاط التوزيع لمسافات طويلة تجاوزت الكيلومتر، في مشهد يعكس حالة اختناق حاد في الخدمات الأساسية وغياب أي حلول عملية من الجهات المعنية.
وأفادت مصادر محلية بأن آلاف الأسر تقف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة بانتظار الحصول على أسطوانة غاز واحدة، في وقت باتت فيه هذه المادة الحيوية الوسيلة الأساسية للطهي والتدفئة داخل أغلب المنازل. وأشار السكان إلى أن الكميات التي تصل إلى المدينة ضئيلة ولا تفي بحجم الطلب المتزايد، مما فاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.
وقال مواطنون من الأحياء الشرقية للمدينة إن “الأزمة تتجدد في كل مرة تشهد فيها البلاد أي توتر أمني أو سياسي”، لافتين إلى أن ما يحدث هذه المرة لا علاقة له بالأحداث الأخيرة في حضرموت، التي تبعد مئات الكيلومترات عن طرق الإمداد الرئيسية المؤدية إلى تعز، معتبرين أن المشكلة تكمن في خلل إداري وفساد في منظومة التوزيع أكثر من كونها أزمة نقل أو أمن.
وطالب المواطنون الجهات المختصة في المحافظة بـ “سرعة التدخل لضبط عملية التوزيع ومنع افتعال الأزمات”، مشيرين إلى أن بعض نقاط البيع تتلقى كميات محدودة لا تغطي سوى جزء بسيط من احتياجات الأحياء المكتظة بالسكان، بينما تُباع كميات أخرى في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
ويؤكد مراقبون أن أزمة الغاز الحالية في تعز ليست سوى حلقة جديدة من سلسلة اختناقات متكررة تعيشها المحافظة منذ سنوات، تشمل الوقود والمياه والكهرباء، في ظل تعدد السلطات وتضارب الجهات المشرفة على خطوط الإمداد وغياب إدارة موحدة للموارد العامة.
