ذات صلة

الأكثر مشاهدة

هجوم الظل الإسرائيلي.. اختراقٌ عالمي يهز أنظمة “غوغل” و“آبل” في 150 دولة

في تطورٍ أمني خطير يحمل أبعادًا استخباراتية عالمية، كشفت...

حزب “الإصلاح”.. بين صحراء الضياع و صنعاء الأمل

تشهد الساحةُ اليمنية تحولاتٍ سياسيةً تستدعي إعادةَ التفكير في...

البعض يقولون: لماذا لا تتدخّل صنعاء..؟

صنعاء، بصراحة، لن تتدخل الآن في الجنوب.. تدخُّل صنعاء...

صنعاء.. ملاذ اليمنيين في زمن المؤامرة

من قلبٍ يتألَّم، ومن وجعٍ يعتصر كُـلّ غيور على...

حتمية زوال المحتلّ وأدواته

إذا جاء نصر الله والوعد اقترب، ونادى منادي الحق: “يا شعبنا الجنوبي اركب معنا، فَــإنَّ الجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض من دنس المحتلّ وتطهيرها من أدواته قد وجب”.. فهلا استجبتم يا أبناء شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلّة وفجَّرتم ثورة الغضب؟

ألا ترون أن الوضع في محافظاتكم ازداد سوءًا فاضطرب، وأن النفط والغاز والذهب من عدوٍّ لدودٍ مغتصب، وأنتم تعانون الظلم والجور والجوع، وحلَّت عليكم المآسي والكرب؟!

ولا شك أن ما يجري عليكم مخطّط صهيو-أمريكي بتمويلٍ سعوديّ-إماراتي وتنفذه أدوات رخيصة من خونة ومنافقين ومرتزِقة وعملاء، هم الكارثة والسبب.

وكيف لا تنهضون بمسؤوليتكم الأخلاقية والدينية والإنسانية لمواجهة محتلّ غاصب مصيره الحتمي الزوال والاندثار، قد أجلاه الآباء من أرضنا مدحورًا يجر أذيال الخيبة، فمَن توكَّله على الله لعدوّه غلب؟

وها هو اليوم يعاود الكرَّة من جديد بأخبث مما كان عليه من قبل، متقمِّصًا مظلوميتكم، متستِّرًا بأدواته الإقليمية والمحلية التي كانت وراء كُـلّ تلك الجرائم والمظالم في الماضي، وهم للمحتلّ مَن استدعى وجلب.

تلك الأدوات اليوم تعيث في الأرض فسادًا وقتلًا خدمة للمحتلّ فصاروا للغازي اليد والذَّنَب.

فيا للعجب من شعب لا يثور على عدو سعوديّ-إماراتي يثير الفتن والصراعات خدمة لعدو الأُمَّــة الصهيو-أمريكي، لثروات اليمن قد نهب، ولكرامة اليمنيين قد سلب.

ألا تسمعون إخوانكم في المحافظات الشمالية الحرة وهم يزأرون في كُـلّ الساحات والميادين ويردّدون: “تبَّت يدا الغازي وتب، ما أغنى عنه نفطه وسلاحه ومرتزِقته ومنافقوه وعملاؤه وما كسب، سيُصلى بحرب تحرير نارًا ذات لهب، لا تبقي منهم أحدًا، ولا تذر غدةً سرطانية، وتسحق مملكة البهتان ودويلة الشيطان حمَّالة الحطب”.

أم أنه قد طال عليكم الأمد فنسيتم أن آباءكم سطَّروا الملاحم البطولية وكتبوا بدمائهم الزكية أنصع الصفحات على مدى (129) عامًا من الجهاد والنضال لتحرير الأرض من دنس الاحتلال، فأشعلوا الأرض نارًا وقودها جنود المحتلّ البريطاني، حتى حقّقوا النصر في الرابع عشر من أُكتوبر المجيد في العام (1963م)، فما وهنوا وما استكانوا حتى الاستقلال.

وفي الثلاثين من نوفمبر 1967م، غادر آخر جندي بريطاني أرض جنوب اليمن بمذلة وصَغَار.

لكن جذوره لم تنقطع ولم تزل تعبث في حاضرنا، وتمارس عبر أدواتها من الخونة الأنذال أبشع الجرائم من قتل وتجويع ونشر للفساد وطمس للهوية وزرع للعملاء وخلايا التجسس وصناعة المآسي بنشر الفوضى والاقتتال.

فإلى متى ستظل أمتنا رهينةً للسيطرة الغربية والصهيونية ومحور الجبت والطاغوت والمنافقين والكفار، مقابل هوان وذل وضعف أُمَّـة الإسلام وفي مقدِّمهم العرب.

فيا أبناء شعبنا الأبي في المحافظات المحتلّة، اعلموا أن جلاء المحتلّ وإعلان الاستقلال لم يكن مُجَـرّد ذكرى، بل صوتٌ متجدد يصرخ: لا كرامة بالخنوع ولا عزَّة تحت الاحتلال.

واعلموا أن أبناء شعبكم وإخوانكم في المحافظات الحرة معكم جنبًا إلى جنب، وكتفًا بكتف، يحتشدون بالملايين في ساحات وميادين الوغى، حاملين بنادقهم، ينادونكم بنداء الله سبحانه وتعالى جهادًا في سبيله، وتحريرًا للأرض والعرض من دنس المحتلّين، فانهضوا من سباتكم واخرجوا لقتال عدوكم، فَــإنَّا معكم لن نخذلكم ولن نترككم تقاتلون الأعداء وحدكم.

ولا سيما بعد ارتكابهم للجرائم والمنكرات في كُـلّ المحافظات المحتلّة وليس آخرها ما يجري من قتل وتنكيل للأبرياء في محافظة حضرموت.

فلا شرعية للعملاء، ولا بقاء للاحتلال.

إن عصابات المرتزِقة والعملاء عاثت في الأرض فسادًا، فلا أمانَ لهم.. بيد أن أعضاء ما يسمى مجلس القيادة ليسوا إلا أدوات للمحتلّ فرضهم عليكم، لا قرار لهم ولا خيار.

وكيف لمجلسٍ قادته مشرَّدون في الرياض وتركيا والقاهرة، وعوائلهم رهائن لدى أبوظبي، أن يحقّقوا الحرية والاستقلال وهو أسير مكبَّل من قبل الاحتلال؟

ويا أيها المحتلّ المغتصِب لأرضنا، والناهب لثرواتنا وخيراتنا في البر والبحر، لا خيارَ لكم إلا الرحيل قبل أن يحل عليكم غضب الله وسخطه وعذابه وسوء المنقلب، وينالكم شعبنا العظيم بالويل والثُّبُور والتنكيل.

{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة: 32) وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، والعاقبة للمتقين.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد الإله عبد القادر الجنيد

spot_imgspot_img