ذات صلة

الأكثر مشاهدة

هجوم الظل الإسرائيلي.. اختراقٌ عالمي يهز أنظمة “غوغل” و“آبل” في 150 دولة

في تطورٍ أمني خطير يحمل أبعادًا استخباراتية عالمية، كشفت...

حزب “الإصلاح”.. بين صحراء الضياع و صنعاء الأمل

تشهد الساحةُ اليمنية تحولاتٍ سياسيةً تستدعي إعادةَ التفكير في...

البعض يقولون: لماذا لا تتدخّل صنعاء..؟

صنعاء، بصراحة، لن تتدخل الآن في الجنوب.. تدخُّل صنعاء...

صنعاء.. ملاذ اليمنيين في زمن المؤامرة

من قلبٍ يتألَّم، ومن وجعٍ يعتصر كُـلّ غيور على...

من إدلب إلى عدن: فشل مُحقّق ورهان خائب

إن المتتبِّع المتفحِّص للسياسات الإقليمية لا يمكنه أن يغفلَ أوجهَ الشبه الصارخة والمقلقة بين تصرفات ومخطّطات أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني قبل انهيار الدولة السورية، وبين ما يحدث اليوم في الأراضي اليمنية المحتلّة.

فكلاهما يتشابه بشكل لافت في التصريحات الأمريكية واندفاع الوفود العسكرية الأمريكية والصهيونية بشكل متكرّر إلى عدن، كما كانت تتدافعُ إلى إدلب قبل سقوط الدولة السورية في أيدي العناصر الإجرامية، وفي الإجرام المنظَّم نفسه، سواء في سوريًّا أَو في الأراضي اليمنية المحتلّة.

هذه السياساتُ والمخطّطات المتطابقة ليست محض مصادفة عابرة، بل هي نتاج تحَرّكات مريبة على الساحة اليمنية، كان أبرزها زيارة وفد إسرائيلي إلى عدن وعقد لقاءات مع ما يسمى بـ قيادة المجلس الانتقالي، ولم يكتفِ هذا الوفد باللقاءات، بل ذهب لتفقُّد محاور القتال وخطوط التماس الأمامية والاطلاع عليها، مما يؤشر إلى تنسيق واضح ومباشر للتحضير للمرحلة القادمة.

إن واشنطن وكَيان الاحتلال يحاولان بوضوح استخدام أبوظبي والرياض كأدَاة عقابٍ رخيصة لتنفيذ هذا المخطّط المتوقَّع كرد فعل من واشنطن وكَيان الاحتلال على الموقف اليمني الثابت والمساند لغزة ولبنان، وسيعمل الكيان الصهيوني على دعم وتحريك أدواته في المنطقة لتنفيذ هذه الأجندة الخبيثة.

إن ما يحدث هذه الأيّام في الجنوب اليمني المحتلّ من تحَرّكات ميدانية، والتي سبقها زيارة ما يسمى بـ وزير دفاع مرتزِقة العدوان، محسن الداعري، إلى عدن وحضوره وحشده لـ “قطعان المرتزِقة”؛ مما يؤكّـد أنها لا تعدو كونها تنفيذًا لتوجيهات صهيونية وخدمة لأهداف الكيان في استنزاف اليمن وإثارة الفوضى الداخلية.

وفي السياق ذاته، يمثّل تحَرُّكُ مرتزِقة الإمارات ما يسمى بـ الانتقالي “العصابات الإرهابية” لاستلام المحافظات الشرقية والسيطرة على المنطقة العسكرية الأولى والثانية وأخذ كُـلّ الأسلحة المكدَّسة في هذه القواعد العسكرية، تكرارًا لصفقات التسليح لهذه الجماعات المتطرفة استعدادًا للمرحلة القادمة.

وقد حصلت هذه الجماعات المتطرفة على عددٍ من صفقات التسليح من الكَيان الصهيوني، ولكن يتم تبريرُ هذا الدعم، تحت عناوين زائفة ومكشوفة، بادِّعاءات كاذبة حول القبض على سفن إيرانية تَقُلّ “أسلحة متطورة وطائرات مسيَّرة كانت في طريقها إلى الحوثيين”، تارة في المخاء، وأُخرى في ميناء عدن، واليوم في المهرة وحضرموت وشبوة.

في مقابل هذه المخطّطات الشيطانية الصهيونية والتهويل والإرجاف المصاحب لها، ترسل صنعاء رسالة واضحة لا لبس فيها: أي عدوان جديد على اليمن، تحت أي مسمى، يعني دخول المنطقة كلها في الجحيم الذي لا خلاص منه، وسيدفع كُـلّ من تورَّط فيه ثمنًا باهظًا.

وأمام هذه التحذيرات المتكرّرة، لا يبقى لـ دويلة الإمارات والسعوديّة إلا أن تتأمل بإمعان تحذيرات صنعاء، فإذا أصرَّت على المراوغة، ومحاولة تنفيذ هذه المخطّطات، فستكون قد جنَت على نفسها وعلى المنطقة كارثةً تتجاوز كُـلّ التوقعات، وأنّ كُـلّ صاروخ سوف يُطلق عليهم ليس مُجَـرّد مادة متفجرة، بل ثأر للدَّمِ العربي المسفوك في غزة ولبنان والفاشر وليبيا والجنوب المحتلّ.

إن صنعاء اليوم هي بوابة الفعل الرادع، قوة لا تقبل القياس بمقاييس الذل، تُشعل قناديل يقظتها على الدوام، ترصد بعين البصيرة كُـلّ وشوشة مكرٍ تُحاك في سراديب هذه الرقعة المستباحة، رجالها مرابطون كقمم الجبال الشم، قد زجُّوا بأنفسهم في معمعة الجهاد الأكبر، لاجتثاث المشروع الصهيوني من كُـلّ ربوع اليمن.

فاليمن لن يسقط، ولن يتقاسم مصير سورية، بل هو سيِّد حقيقي وحصن من الإباء، تنكسر على أعتابه غرور كُـلّ قوة ظالمة، إقليمية كانت أم عالمية، حلمت بإخضاعه أَو بَتْر عزيمته الفولاذية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد الضبيبي

spot_imgspot_img