ذات صلة

الأكثر مشاهدة

هجوم الظل الإسرائيلي.. اختراقٌ عالمي يهز أنظمة “غوغل” و“آبل” في 150 دولة

في تطورٍ أمني خطير يحمل أبعادًا استخباراتية عالمية، كشفت...

حزب “الإصلاح”.. بين صحراء الضياع و صنعاء الأمل

تشهد الساحةُ اليمنية تحولاتٍ سياسيةً تستدعي إعادةَ التفكير في...

البعض يقولون: لماذا لا تتدخّل صنعاء..؟

صنعاء، بصراحة، لن تتدخل الآن في الجنوب.. تدخُّل صنعاء...

صنعاء.. ملاذ اليمنيين في زمن المؤامرة

من قلبٍ يتألَّم، ومن وجعٍ يعتصر كُـلّ غيور على...

صنعاء.. ملاذ اليمنيين في زمن المؤامرة

من قلبٍ يتألَّم، ومن وجعٍ يعتصر كُـلّ غيور على هذا الوطن الممتد من صعدة حتى المهرة، ومن كُـلّ ذرة تراب تصرخ تحت خطوات الغزاة.. أوجِّه دعوة صادقة لكل يمني، في شمال الوطن وجنوبه، في شرقه وغربه، إلى أن يلتفُّوا حولَ حكومة صنعاء؛ فهي اليوم السند الوحيد القادر على تخليص الشعب من آلة القتل والتدمير والنهب التي يمارسها تحالف العدوان بقيادة السعوديّة والإمارات ومَن خلفهما الأمريكي والكيان الصهيوني.

هناك حقيقة يجب أن يعرفَها كُـلّ يمني: التحالف لم يأتِ يومًا لاستعادة شرعية موهومة، ولا لإنقاذ أحد، بل جاء للاستحواذ على النفط والجزر والموانئ، والسيطرة على المحافظات الاستراتيجية، وإخضاع اليمنيين وإذلالهم.

وما يحدث اليوم في حضرموت والمهرة ليس إلا الدليل الواضح الفاضح..

فأنصار الله لم يصلوا إليهما، ولم يدخلوا حدودهما، ومع ذلك تُنهب الثروات أمام أعين الناس، ويُدار الجنوب بالوصاية والاحتلال، ثم يقال للناس: جئنا؛ مِن أجلِكم!

إنها لعبة مكشوفة.. والمؤامرة لا تستهدف مُكوِّنًا دون آخر، ولا محافظة دون أُخرى، بل تستهدف كُـلّ يمني حرّ، كُـلّ إنسان يرفض أن يكون تابعًا أَو عبدًا للأجنبي.

وحتى أُولئك الذين يُخيَّلُ لهم أنَّ مشروعَ الانفصال سينقذهم، سيكتشفون يومًا أنهم كانوا جُسُورًا يُعبر عليها المحتلّ، وأنهم أول المستهدفين بمُجَـرّد انتهاء دورهم.

أما المرتزِقة الذين ينفّذون مخطّطات الغزاة، فسيأتي يوم يتخلَّى عنهم أسيادهم كما تُرمى الأدوات بعد انتهاء فائدتها.

وها هو حزب “الإصلاح” مثالٌ حيّ أمام أعين الجميع: قدَّم مقاتليه، وبَذل كُـلّ ما يملك في خدمة السعوديّ والإماراتي..

وفي النهاية حوصِر من كُـلّ جانب، وتخلَّت عنه ذات الأيدي التي أغرته بالوعود.

في المقابل، تقف حكومة صنعاء اليوم بقلب يتقطَّع على كُـلّ يمني، لا تريد لأحد إلا الحياة الكريمة، والمنزل الآمن، والكرامة المصونة.

لطالما ناشدت، ودعت، وفتحت أبواب الوطن لكل مَن غُرر به..

لكن الكبرياء أعمى البعض حتى سقطوا في انتكاسات قصمت ظهورهم، وما يزال الوطن رغم ذلك يمد يده إليهم.

وكم تحدَّث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله عن حجم المؤامرة، وعن خطورة المرحلة، وعن واجب كُـلّ يمني في أن يحمي وطنه ودينه وكرامته.

وكم فتح قنوات العودة لمن أراد أن يتدارك نفسه..

غير أن هناك من لا يريد أن يسمع صوت الحقيقة، ولا يريد أن يقرأ ملامح الخطر وهو يزحف على كُـلّ بيت وكل محافظة.

اليوم.. اللحظة الفاصلة قد وصلت.

وعلى كُـلّ يمني أن يقفَ وقفة صدق مع نفسه، وأن يراجع موقفه، وأن يدرك أن صنعاء هي الأحرص على أبنائها، وهي الملجأ الآمن، وهي العاصمة التي لم تبع ولم تخضع.

وأن تحرير اليمن من كُـلّ غازٍ ودخيل قادم بإذن الله، وسيكون لكل مَن وقف في صف شعبه شرف المشاركة في تطهير الأرض، أما مَن اختار الاصطفاف مع الغزاة فلن يجد له مكانًا في بلد قدَّم التضحيات ليبقى شامخًا حرًّا.

وتذكروا هذا جيدًا: سيأتي اليوم – وهو قريب بإذن الله – الذي سترون فيه اليمن دولة لها كلمتها في المنطقة والعالم..

وسيقف كُـلّ حرّ بفخر ليقول: كنت جزءًا من صمود هذا الوطن، ومن ملحمة وحدته واستقلاله.

هذا هو الطريق.. وهذه هي الحقيقة.. وصنعاء تبقى – مهما حاولوا – حِضن اليمني، ومَلجأ الكرامة، وراية الوطن الخفاقة.

{وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشير ربيع الصانع

spot_imgspot_img