صنعاء، بصراحة، لن تتدخل الآن في الجنوب.. تدخُّل صنعاء الآن في الجنوب قد يعطي دولةَ الإمارات المتطلعة لتقسيم اليمن وأدواتها هناك مبرّرًا واقعيًّا ومنطقيًّا ومقبولًا لإعلان الانفصال.
وهذا بالطبع ما لا ينسجم بالمطلق مع سياسات وتوجّـهات والتزامات صنعاء تجاه الشعب اليمني.
صنعاء باختصار لن تتدخل، بأي حال من الأحوال، في الجنوب الآن أَو على المدى المنظور، إلا في حالتَينِ اثنتين فقط:
الأولى: إذَا ما حدث وتم إعلانُ الانفصال.
عندها لن تجدَ صنعاءُ نفسَها إلا ملزمةً ومضطرَّةً للتحَرُّك كواجبٍ ديني ووطني ودستوري وأخلاقي؛ لحماية وَحدة الأراضي اليمنية والتصدّي لكل مخطّطات ومحاولات تقسيم وتشطير التراب اليمني.
الثانية: إذَا ما حدث وشكَّل الجنوبُ قاعدةً أَو نقطة انطلاق لعمليات عدائية أَو تحَرُّكات عسكرية ضد صنعاء.
عندها تجد صنعاء نفسَها مضطرَّةً للدفاع عن نفسها، وقطع دابر المؤامرة من أَسَاسها.
غير ذلك، فَــإنَّ صنعاء لا يمكن أن تتحَرّك أَو تتدخَّل في الجنوب الآن أَو على المدى المنظور.
ركِّزوا..
يأتي هذا فقط في إطار ما يحدث في الجنوب اليوم من أحداث جارية وتطورات دراماتيكية متسارعة، ولا يشمل بالطبع التزامَ صنعاء وتعهُّدَها بتحرير كامل التراب اليمني وكل شبر في أنحاء اليمن من رجس ودنس الاحتلال الإماراتي والسعوديّ البغيض، والذي لن يعفيَها بالمطلق من التدخل والتحَرُّك في أي اتّجاه كان، سواء داخل اليمن أَو خارج اليمن، إذَا ما استدعى أَو استلزم الأمر ذلك.
أعتقد الفكرة وضحت.
