ذات صلة

الأكثر مشاهدة

هجوم الظل الإسرائيلي.. اختراقٌ عالمي يهز أنظمة “غوغل” و“آبل” في 150 دولة

في تطورٍ أمني خطير يحمل أبعادًا استخباراتية عالمية، كشفت...

حزب “الإصلاح”.. بين صحراء الضياع و صنعاء الأمل

تشهد الساحةُ اليمنية تحولاتٍ سياسيةً تستدعي إعادةَ التفكير في...

البعض يقولون: لماذا لا تتدخّل صنعاء..؟

صنعاء، بصراحة، لن تتدخل الآن في الجنوب.. تدخُّل صنعاء...

صنعاء.. ملاذ اليمنيين في زمن المؤامرة

من قلبٍ يتألَّم، ومن وجعٍ يعتصر كُـلّ غيور على...

حزب “الإصلاح”.. بين صحراء الضياع و صنعاء الأمل

تشهد الساحةُ اليمنية تحولاتٍ سياسيةً تستدعي إعادةَ التفكير في العلاقات والتحالفات القائمة.. يأتي في طليعة هذه التحولُّات الموقفُ الجديدُ للسعوديّة والإمارات تجاه حزب التجمع اليمني لـ “الإصلاح”، حَيثُ تحول الحزب من حليف إلى عدوٍّ مشترك لهما؛ فبعد أن أصبح “الإصلاح” عدوًّا مشتركًا لكل من السعوديّة والإمارات، لم يعد أمام الحزب في مأرب سوى خيارَينِ:

الأول هو الانزلاق إلى الصحراء، حَيثُ تتلاشى فيه مقوماتُ الحياة، والثاني هو اتِّخاذ صنعاء ملاذًا، حَيثُ سيجد إخوانًا له يمكنهم توجيهُه وتصحيح مسارِه ليتوحَّدَ الجهدُ الوطني في مقاومة الغزاة من التحالف الذي يسعى لنهب ثروات الشعب اليمني.

وأود أن أنبه الإخوة في التجمع اليمني لـ”الإصلاح” بأن لا يثقوا في وعود التحالف الذي خذلهم مرارًا، وألا يصبحوا وقودًا لنار الصراع لصالح أُولئك الذين أدرجوهم في قوائم الإرهاب، مهما حاول قادتُه أن ينكروا انتماءهم لـ “الإخوان المسلمين”.

فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل من المعقول تصديقُ من يعتبرونك إرهابيًّا؟ لماذا لا يستفيد الإخوة في التجمع اليمني لـ”الإصلاح” من تجاربهم السابقة مع هذا التحالف، خَاصَّةً بعد أن باتت أهدافُه الخبيثةُ ونواياه ومؤامراته واضحة، والتي تستهدف قتل اليمنيين واستنزافهم، سواء من الناحية البشرية أَو المادية، دون استثناء أحد؟

إن الواقع السياسي الجديد يضع التجمع اليمني لـ “الإصلاح” أمام اختبار حاسم لقدرتهم على إعادة بناء الاستراتيجيات وتحديد حلفائهم وأعدائهم بوضوح.

من غير المنطقي، في ظل التجارب السابقة، الوثوق في وعود التحالف العربي بقيادة السعوديّة والإمارات؛ فالممارسات السابقة للتحالف تثبت بما لا يدع مجالًا للشك نواياه الخبيثة في تصفية الحسابات وإضعاف الجبهة اليمنية الداخلية.

التحالف الذي أدخل الحزب في قوائم الإرهاب لا يمكن أن يكونَ شريكًا يمكنُ الاعتمادُ عليه في بناء يمن حر ومستقر.

العمل مع جهات تصفك بالإرهابي لم ولن يكون له مردود إيجابي، بل يجعل الحزب وقودًا لحروب تستنزف الدماء اليمنية لصالح أجندات خارجية.

إن النصيحة الجوهرية التي يجب أن توجّـه إلى قيادة حزب “الإصلاح” هي مراجعة حساباتهم والإفادة من التجارب المريرة التي مروا بها تحت مِظلة هذا التحالف.

التمعن في قراءة المشهد السياسي بوعي بعيد عن ضجيج المؤامرات يفتح المجال أمام الخيارات البناءة التي تعود بالنفع على الشعب اليمني.

في ظل هذه التحولات، يجب على الحزب البحث عن شركاء حقيقيين من الداخل، لا يتربصون باليمن سوءًا، بل يسعون بصدق إلى إعادة بناء الدولة من الداخل ودون تدخل خارجي يحمل أهدافا خفية.

يجب أن يبقى السؤال الملح في الأذهان: هل يمكن الثقة في مَن يصفُك بالإرهابي؟

الإجَابَة البديهية تنبئ بأن إعادة الحسابات والشروع في بناء تحالفات وطنية صادقة قد يكون المخرج الوحيد من هذه المتاهة السياسية المعقدة، ومن هنا قد يبدأ الأمل في بناء يمن جديد يتقدم بإرادَة أبنائه الأحرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. شعفل علي عمير

spot_imgspot_img