ليست الزهراء عليها السلام مُجَـرّد قصص تُروى أَو صفحة تُقرَأ؛ إنها نور من بيت النبوة أشعلت نور الحق في زمنٍ تكالب فيه المشركون مع اليهود، وارتفعت فيه الأصوات الكافرة، وتردّدت فيه المواقف الهزيلة.
في قلب المواجهة.. وقفت امرأة واحدة، لكن وقعها كان كوقع أُمَّـة كاملة؛ إنها سيدة نساء العالمين أُمُّ أبيها فاطمة عليها السلام.
الزهراء لم تكن تقف خلف الأحداث؛ كانت في مقدِّمة المواجهة، بصوتها، بموقفها، بثباتها، برأيها الذي فاق ثبات وعزيمة وشجاعة الرجال في أحلك ساعات التاريخ إلى جانب أبيها محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
كانت نورًا تَتَّقِدُ من قلب بيت النبوَّة، ترسم للأجيال معنى الانتماء للحق، ومعنى أن تكون الكلمة موقفًا، وأن يكون الحق صرخةً لا تُقهر.
هي ليست نموذجًا للنساء لزمانها فقط؛ بل ميزانًا للإيمان، ومقياسًا للثبات، ودرسًا عظيمًا لكل مَن يظن أن الحق يُقاس بالكثرة أَو يُنتصر بالخضوع.
علَّمَت الأُمَّــةَ أنَّ الموقف القوي قد يواجه الظلمَ وحدَه..
الزهراء عليها السلام هي الصوت الذي لا يمكن إسكاته، مهما تراكمت محاولات الطمس والتزييف والتغييب.
اسمها ينهض كلما أرادت الأُمَّــة أن تستعيد كرامتها، وسيرتها تشتعل كلما هَمَدَت الروح واحتاج الناس إلى قبس يعيد إليهم حرارة الإيمان.
في زمن الزيف والخذلان، تعود فاطمة لتقول للأُمَّـة كلها: قِفوا كما وقفت، تحدَّوا كما تحدَّت، وتحدثوا كما تحدثت، وعلِّموا كما علَّمت، واعتصموا بالحق ولو وقف العالم بأسره في الضفة الأُخرى.
إنها ليست مُجَـرّد امرأة.. إنها مشروع مقاومة، ومدرسة وعي، ومدرسة تعليم، وصرخة خالدة تعلن أن الحق لا ينكسر، ما دام خلفه قلوب مؤمنة لا تساوم.
سلامٌ على الزهراء.. نورًا للإرادَة، ونارًا تُحرق الباطل، وصراطًا يقود كُـلّ طريقٍ نحو الحق.
