ذات صلة

الأكثر مشاهدة

الأحوال المدنية تعلن تمديد العمل بالبطاقة الشخصية المنتهية لمدة 3 أشهر إضافية ابتداءً من اليوم

أعلنت مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني اليوم الاثنين الموافق...

من عدن إلى حضرموت: خريطة المجالس وتكتيكات النفوذ

ما حدث في حضرموت مؤخّرًا لم يكن مفاجئًا لمن...

صنعاء.. تَصُدُّ المؤامرة وتدافع عن سيادة اليمن

مع احتدام الصراع بين الأدوات المحلية والإقليمية في جنوب...

الاحتلال الإماراتي ومشروعُه التخريبي

تكشف التطورات الجارية في المحافظات الجنوبية من اليمن عن...

(الشرق الأوسط الجديد).. ما بين المقاومة والاستحالة

تشهد المنطقة جهودًا حثيثة لتنفيذ مشروع تقسيمها، ومساعي دائبة...

(الشرق الأوسط الجديد).. ما بين المقاومة والاستحالة

تشهد المنطقة جهودًا حثيثة لتنفيذ مشروع تقسيمها، ومساعي دائبة لتجزئة المجزّأ، في إطار مخطّط استراتيجي يهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط كله لخدمة مصالح كيان الاحتلال المغتصب لأرض فلسطين، ومصالح الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا.

الخطير أن الأعداء، بعد نجاحهم في تجريد المسلمين من هُويتهم الإسلامية الجامعة وحصرهم في هويات قومية ضيقة (كالعربية والتركية والفارسية…)، ثم تقزيم مشاريع وحدتهم عبر ترسيخ حدود وطنية مصطنعة أنتجتها اتّفاقية سايكس بيكو، يسعون اليوم لتجريد أبناء الأُمَّــة الإسلامية حتى من تلك الهُويات الوطنية (كالسورية والعراقية واليمنية واللبنانية والسودانية…) وحصرهم في هويات قومية وعرقية وطائفية ومناطقية أضيق.

وذلك من خلال تأجيج النزاعات الطائفية والعرقية والمناطقية، وتشجيع الانقسامات الداخلية؛ لتسهيل مهمة الصهاينة وأمريكا والقوى الغربية في إعادة تشكيل المنطقة وتمزيق دولها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، مما يسهل السيطرة الغربية على مواردها الطبيعية، ويجعل كيان الاحتلال القوة المهيمنة والكبرى في المنطقة.

والأخطر هو طبيعة ومسار هذا التقسيم المعقد، القائم على عصبيات قومية وعرقية وطائفية ومناطقية بحتة، كالسنة والشيعة، والأكراد، والهاشميين، والأمويين، والدروز… إلخ.

ففي العراق، مثلًا، يسعى العدوّ إلى تأجيج مشاعر العداء وإثارة النزاعات وخلق حالة من الاحتقان بين مكوناته؛ لتهيئة الظروف لتقسيمه إلى ثلاث كيانات: شيعية جنوبًا، وكردية شمالًا، وسنية في الوسط.

وفي سوريا، تُظهر التطورات والأحداث الحالية المساعي الصهيونية الأمريكية الغربية الحثيثة لتقسيم سوريا إلى أربع دويلات: علوية، وسنية، وكردية، ودرزية.

وفي اليمن، وبسبب طبيعته الجغرافية والتضاريسية المعقدة، إضافة إلى النسيج الاجتماعي المتماسك، يسعى العدوّ عبر أدواته الإقليمية (الإمارات والسعوديّة) ومرتزِقته المحليين ضيقي الأفق إلى تجريد أبناء جنوب اليمن من هويتهم اليمنية التاريخية واستبدالها بهوية “الجنوب العربي” الطارئة، تمامًا كما جرى تجريد أبناء نجد والحجاز وسواحل عمان سابقًا من هوياتهم التاريخية واستبدالها بهويات “سعوديّة” و”إماراتية” وليدة عقود قليلة.

هذا المخطّط يلقى مقاومة كبيرة من أبناء الجنوب اليمني الأصيلين؛ مما يجعل تحقيقه ضربًا من الخيال، نتيجة تمسك الغالبية الساحقة من أبناء جنوب اليمن بهويتهم اليمنية التاريخية.

ولو أن مرتزِقة الإمارات طالبوا – على الأقل – بإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية (ما قبل 22 مايو 1990) نتيجة المظالم التي تعرضوا لها في حقبة علي عبد الله صالح، لكانت مطالبتهم أقرب إلى المنطق وأكثر قبولًا، رغم أن التهميش والإقصاء طالا أبناء الشمال أَيْـضًا.

أما أن يتنكروا لليمنية ذاتها ويطالبوا بـ”دولة الجنوب العربي” على أرض يمنية، فهذا ما لم يحدث ولن يسكت عليه أحرار جنوب اليمن قبل شماله.

فمن يتنكر لأصله وتاريخه إمَّعة مشكوك في ولائه، ومن يبيع ماضيه ويمنيته، سيبيع أرضه وجزره وموانئه وحاضره ومستقبله، وقد يبيع دينه إذَا اقتضت الحاجة وسمحت الظروف.

ولذلك، تقع مساعي تقسيم المنطقة وتنفيذ مشروع “تجزئة المجزّأ” بين سندان المقاومة الوحدوية ومطرقة استحالة التنفيذ على أرض اليمن الصامد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد أحمد البخيتي

spot_imgspot_img