ذات صلة

الأكثر مشاهدة

أزمة غاز خانقة تشلّ عدن وتكشف فشل منظومة التحالف في إدارة المدينة

تشهد مدينة عدن المحتلة، منذ الساعات الماضية، أزمة خانقة...

جرحى المرتزقة في تعز يصعّدون الاحتجاجات ويغلقون المكاتب الحيوية

في تصعيد جديد للأزمة داخل معسكر قوى العدوان، أقدم...

ليفربول يحسم موقف محمد صلاح بعد تصريحاته النارية

حسم نادي ليفربول مصير مهاجمه المصري محمد صلاح بشكل...

الأمن القومي الإسرائيلي يقر بتطور الصواريخ اليمنية وتحول صنعاء إلى قوة إقليمية صاعدة

في اعتراف غير مسبوق من داخل كيان العدو، كشف معهد الأمن القومي الإسرائيلي في دراسة جديدة أن القدرات العسكرية التي طوّرتها صنعاء خلال السنوات الأخيرة باتت تمثل تحولاً استراتيجياً خطيراً يجبر تل أبيب على إعادة رسم خرائط التهديد العسكري في المنطقة.

وأشارت الدراسة – التي أعدها ضابط بارز في سلاح الجو الإسرائيلي حائز على جوائز عسكرية رفيعة – إلى أن المنظومات الصاروخية اليمنية لم تعد محدودة أو بدائية كما كان يُروَّج، بل تحوّلت إلى أنظمة متطورة متعددة الأنواع تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة بمختلف أجيالها، وجميعها نُفذت بتقنيات تطوير وتصنيع محلية بالكامل خلال سنوات الحرب والحصار المستمر منذ العام 2015.

وأكد التقرير أن صنعاء تمكنت في غضون عقد واحد فقط من بناء سلسلة إنتاج وتسليح متكاملة تعتمد على الهندسة الذاتية والتجميع المحلي وإنتاج المكوّنات الأساسية داخل الأراضي اليمنية، الأمر الذي يمثل قفزة نوعية غير متوقعة في قدرات الصناعات العسكرية اليمنية.

واعتبر المعهد هذا التطور مؤشراً مقلقاً للغاية للكيان الإسرائيلي، خصوصاً في ظل نجاح القوات اليمنية في تنفيذ عمليات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف داخل فلسطين المحتلة دعماً لغزة، رغم المسافة الجغرافية الواسعة التي تتجاوز آلاف الكيلومترات.

وتضيف الدراسة أن تجربة الحرب الطويلة والحصار القاسي دفعا صنعاء إلى تأسيس نموذج مقاومة مكتفٍ ذاتياً، لا يعتمد على التكنولوجيا المستوردة، بل على تطوير منظومات قتالية وفق متطلبات الميدان. وهو ما جعل الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية قادرة على اختراق أنظمة الدفاع المتقدمة في الجو والبحر، والعمل بكفاءة عالية ضمن مسرح عمليات واسع يمتد من البحر الأحمر إلى بحر العرب.

ولفتت الورقة البحثية إلى أن هذه القدرات أسهمت في خلق معادلة ردع جديدة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث أصبحت الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني هدفاً مشروعاً لأي رد يمني محتمل على الاعتداءات. وأشارت إلى أن هذا التحول جعل من اليمن لاعباً مؤثراً في أمن الممرات البحرية الدولية، وهو ما يمثل تحدياً غير مسبوق لتل أبيب وواشنطن على حد سواء.

وختمت الدراسة بالتأكيد على أن العدوان والحصار فشلا في كبح جماح التطوير العسكري اليمني، بل ساهما في تسريعه بشكل لافت، حتى أصبحت صنعاء اليوم قوة إقليمية صاعدة تمتلك قدرات تكنولوجية متنامية ورؤية استراتيجية مستقلة تجعلها أحد أبرز المتغيرات الجيوعسكرية في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير.

spot_imgspot_img