ذات صلة

الأكثر مشاهدة

“نيوزويك” الأمريكية: الصراع “السعودي الإماراتي” يحوّل الحرب من مواجهة الحوثيين إلى معركة نفوذ واقتسام ثروات

كشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، في تقرير تحليلي جديد، أن الخلاف المتصاعد بين السعودية والإمارات في اليمن لم يعد خلافًا تكتيكيًا مؤقتًا، بل تحوّل جذريًا من تحالفٍ عسكري ضد “أنصار الله” إلى حرب وكالة شرسة على الأراضي والثروات في الجنوب اليمني، في أخطر مواجهة غير معلنة بين الشريكين الخليجيين منذ بدء الحرب عام 2015.

وأوضحت المجلة أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع العسكرية والسياسية لأبوظبي في اليمن، عزّز سيطرته الميدانية على كامل المحافظات الجنوبية، مستحوذًا على الموانئ والممرات النفطية الرئيسية، ما وصفته الصحيفة بأنه “انقلاب ميداني” يغيّر معادلات النفوذ في الخليج ويهدد بإعادة رسم خريطة اليمن السياسية من جديد.

وأضاف التقرير أن هذا التوسع الإماراتي في الجنوب اليمني جاء على حساب النفوذ السعودي التقليدي، وهو ما اعتبرته “نيوزويك” ضربة استراتيجية للرياض، التي كانت تعتمد على وجودها في حضرموت والمهرة لضمان أمن حدودها الجنوبية ومراقبة خطوط النفط الممتدة إلى بحر العرب. فقدان هذه السيطرة، تقول المجلة، يضعف قدرة السعودية على فرض رؤيتها السياسية لمستقبل اليمن ويهدد أمنها الإقليمي المباشر.

وأكد التقرير أن الصراع الحالي بين الرياض وأبوظبي لم يعد مجرد خلاف حدود مصالح، بل أصبح معركة نفوذ اقتصادي وجيوسياسي في منطقةٍ تعدّ بوابة الخليج إلى بحر العرب والمحيط الهندي، وهي المنطقة نفسها التي تزدحم فيها الموانئ، وخطوط النفط، وممرات الملاحة الاستراتيجية التي تتنافس الدول الكبرى على التحكم بها.

وتشير المجلة إلى أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يواجهون تحديًا جديدًا في إدارة المشهد اليمني، إذ لم يعد الصراع بين التحالف و”أنصار الله”، بل بات صراعًا داخل التحالف نفسه، يعكس انقسامًا عميقًا في بنية النظام الخليجي ويهدد بإعادة تشكيل تحالفاته.

وربط التقرير التصعيد الإماراتي في اليمن بردٍّ على التحركات السعودية في السودان، مشيرًا إلى أن الرياض طلبت تدخلاً أمريكيًا لاحتواء الحرب الأهلية السودانية، في حين تتهم أبوظبي بدعم وتسليح قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور، مما فجّر توترًا مكتومًا بين الطرفين امتدّ إلى الساحة اليمنية.

واختتمت “نيوزويك” تقريرها بالقول إن المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات يتجه لتكريس حكم ذاتي فعلي في الجنوب، مما يضع السعودية أمام ثلاثة خيارات مصيرية: إما المواجهة العسكرية، أو الدخول في مفاوضات شاقة مع أبوظبي، أو القبول بانقسام اليمن فعليًا إلى شطرين كما كان قبل عام 1990، وهي كلها سيناريوهات تحمل في طياتها خطر الانفجار الكامل للتحالف الخليجي وانهيار مشروعه في اليمن.

spot_imgspot_img