في تطور ميداني وسياسي خطير، أعلن الناطق العسكري باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، أن المقاومة أغلقت نهائياً ملف أسرى العدوّ الإسرائيلي بعد تسليم آخر جثة للأسير الصهيوني يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً أن تلك العملية جاءت في إطار “صفقة مشرّفة” كانت ثمرة لمعركة بطولية خاضتها المقاومة بكل فخر وثبات.
وأوضح أبو حمزة أن معركة طوفان الأقصى مثّلت نقطة تحول في معادلات الصراع، إذ فرضت المقاومة واقعاً جديداً على الأرض جعل العدوّ يدرك أن أسراه لن يعودوا إلا بقرار من المقاومة أو في توابيت، وقد لا يعودون أبداً، في إشارة واضحة إلى أن المقاومة تمتلك زمام المبادرة وتتحكم في مسار الميدان والسياسة معاً.
وأضاف أن سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية التزمت التزاماً كاملاً ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم استمرار الخروقات الميدانية التي ينفذها الاحتلال، مشيراً إلى أن المقاومة قدّمت ما عليها في إطار الاتفاق، وأثبتت للعالم مصداقيتها وانضباطها، في مقابل تغوّل العدوّ الإسرائيلي وانتهاكاته المتكررة.
وفي لهجة تحذيرية حاسمة، دعا أبو حمزة الوسطاء والضامنين الدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم والضغط الجاد على الاحتلال لإيقاف خروقاته “الإجرامية” التي قال إنها تهدد مسار الاتفاق وتفتح الباب لتدهور ميداني واسع. وشدّد على أن استمرار الاحتلال في انتهاكاته سيقود إلى انفجار الوضع من جديد، محملاً تل أبيب المسؤولية الكاملة عن أي انهيار محتمل للهدنة.
واختتم تصريحه برسالة واضحة للعالم مفادها أن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بالمراوغة السياسية أو بالضغوط الخارجية، وأنها ستبقى وفية لتضحياتها ودماء شهدائها حتى التحرير الكامل وردع العدوّ عن أي عدوان جديد.
