ذات صلة

الأكثر مشاهدة

غزّة.. في كارثة المنخفض الجوي

غزّة الآن لا تواجه منخفضًا جويًّا.. غزّة تُدفَن حيّة...

صنعاء وانقسام الخصوم

بين أمواج الخليج الهائجة ورمال الربع الخالي الحارقة، تُنسَج...

حرَّاس الصهيونية في اليمن

الصهاينة أصغر من أن ينفذوا هجوماً واحداً لولا العملاء...

التقسيم و الانفصال: أساس كل احتلال

كلنا نعرف ونفهم انه عبر العصور التاريخية القديمة والحديثة...

ماذا يحدثُ في المُحافظاتِ الجنوبيَّةِ والشَّرقيةِ اليمنيَّةِ الواقعةِ تحتَ الاحتلالِ السُّعوديِّ ومَشيخةِ الإماراتِ؟

تناقلتْ وسائلُ الإعلامِ المحليَّةِ والعربيَّةِ والأجنبيَّةِ أخباراً مُتواترةً، ومُتناثرةً،...

التقسيم و الانفصال: أساس كل احتلال

كلنا نعرف ونفهم انه عبر العصور التاريخية القديمة والحديثة استخدمت القوى الاستعمارية والامبراطوريات الاحتلالية الاستراتيجية الأساسية والاجرامية التقسيم والانفصال كأدوات ومنهجية فعالة لتحقيق أهدافها التوسعية وإدامة سيطرتها وتعتمد هذه الاستراتيجية على مبدأ «فرق تسد»، حيث يتم تفكيك المساحات الجغرافية والروابط والاواصر الأخوية والسياسية والاجتماعية والدينية المتماسكة وخلق كيانات متعددة ضعيفة ومتنازعة بمنهجيات مختلفة منها الديمقراطية والملكية والفيدرالية والكونفدرالية وكافة المسميات والمصطلحات التي ما انزل الله بها من سلطان، لكي يسهل عليها الاستحكام والإدارة والسيطرة.

الأسس النظرية للتقسيم كأداة استعمارية
1. كما اسلفنا تعتمد القوى الاستعمارية على مبدأ “فرق تسد”: والذي يعود هذا المبدأ إلى العصور الرومانية، والحروب العالمية الأولى والثانية وها هو اليوم اصبح نهجاً نظامياً لقوى الاستكبار والهيمنة في العصر الاستعماري الحديث، بحيث تقوم القوى المحتلة بخلق انقسامات مجتمعية وجغرافية وسياسية واجتماعية وعرقية ومذهبية وتنشئ الحدود المصطنعة، المعمقة للانقسام والتشرذم.
2. تفتيت الهوية الايمانية والوطنية: يعمل المحتل بتركيز عالي على استهداف الهوية الجمعية والوطنية للشعوب والسكان الموحدة عبر تعزيز الهويات الفرعية، مما يخلق مجتمعات ممزقة يسهل التحكم بها.
3. إنشاء كيانات وشراء الولاءات والتبعية عبر تقسيم أراضي الدول المحتلة إلى دويلات صغيرة واقاليم متفاوتة والمجتمعات إلى كيانات مختلفة سياسية وعرقية ومناطقية وعقائدية مختلفة تعتمد اعتماد كلي لتوجيهات القوى النافذة والمسيطرة.

نماذج من مظاهر التقسيم الاستعماري التاريخية

الاستعمار في إفريقيا
عند تقسيم إفريقيا في مؤتمر برلين (1884-1885)، رسمت الحدود بشكل اعتباطي، مجتازة المجتمعات العرقية والثقافية الموحدة، هذا التقسيم المصطنع خلق صراعات مستمرة سهّلت للقوى الاستعمارية السيطرة على موارد القارة.

الانتداب البريطاني على فلسطين
طبقت بريطانيا سياسة تقسيمية منهجية في فلسطين، حيث عملت على:
– تعزيز الانقسام بين العرب والعرب وبين العرب واليهود.
– عمل على تفتيت الوحدة العربية.
– زرع بذرور الفتن والاحتراب والاقتتال ودعم الفصائل ضد بعضها.
– إصدار وعد بلفور الذي مهد الطريق للاستيطان والاحتلال الصهيوني الدايم حتى اليوم.

التقسيم الجغرافي
تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة بواسطة المستوطنات والجدار الفاصل الذي فصل غزة عن الضفة الغربية سياسياً واقتصادياً وعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني.

التقسيم الاجتماعي والسياسي
– تعزيز الانقسامات الفلسطينية الداخلية لاضعاف التمثيل الفلسطيني الموحد على الساحة الدولية.
– خلق واقع معيشي واقتصادي متفاوت بين المناطق الفلسطينية المختلفة حتى تقسيم قانوني عرب 84وعرب 67، وهكذا الهدف الاستراتيجي من التقسيم.
– إضعاف المقاومة وتقويض القدرة على مواجهة الاحتلال بشكل موحد وفعال والاستفراد بكل مجموعة وكل رقعة لوحدها.
– تعميق التبعية وجعل الكيانات المقسمة تعتمد على المحتل للاتصال بين أجزائها.
– تكريس الاحتلال: تحويل الاحتلال من حالة مؤقتة إلى واقع دائم عبر تقسيم الأرض والسكان.
– استنزاف الطاقات: تحويل طاقات المجتمع نحو صراعات داخلية بدلاً من مواجهة المحتل

ما يحدث اليوم في اليمن من قبل ثلاثي الشر امريكا وبريطانيا والكيان وادواتهما من الاعراب
تحاول قوى الاستعمار الاجرامية احتلال اليمن والسيطرة عليه منذ زمن بعيد نظراً لموقعة الجغرافي وموارده الاقتصادية بأسلوب حديث وخطير متطور من الاستعمار المباشر إلى الاستعمار الغير مباشر عن طريق سياستها الشيطانية واجندتها الاجرامية وادواتها العملية والمرتهنة وهذا هو الحاصل في اليمن منذ ما يقارب قرن من الزمن منذ اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي وسيطرة الاحتلال على الشطر الجنوبي من الوطن، وما حدث في المحافظات الجنوبية اليوم ليس بالجديد بل تكريس للاحتلال وفصل اليمن وتقسميه إلى اقاليم ودويلات صغيرة.
وهيهات لهم ذلك.

الحل في مقاومة الاحتلال واستراتيجيته الاجرامية

يجب على الشعب اليمني ككل التيقظ والوعي والانتباه لما يحكيه المحتلون من خطط واجندات وأطماع احتلالية، وتعزيز الوحدة الوطنية والهوية الايمانية ونبذ كل الخلافات والتحرك الجاد والمسؤول في التصدي ومقاومة الغزاة والمحتلين وافشال كافة مشاريعه التقسيمية والحفاظ على رؤية وطنية موحدة تقف وتدعم المقاومة الشعبية التحررية التي لا تخضع ولا تخنع ولا تساوم ليكون الوطن واحد والمصير والهوية واحدة.

وختاماً، يشكل التقسيم والانفصال الأساس الذي ترتكز عليه العديد من مشاريع الاحتلال عبر التاريخ. وهذه الاستراتيجية الخبيثة يجب العمل على التصدي لها وافشالها والتحلي بالوعي والبصيرة والحفاظ على الوحدة اليمنية والهوية الوطنية ليبقي اليمن عصي على الغزاة حراً ابياً شامخاً مستقلاً ومقبرة الغزاة والمحتلين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طوفان الجنيد

spot_imgspot_img