شهدت المحافظات اليمنية، اليوم، حراكاً نسائياً واسعاً ومسيرات جماهيرية حاشدة غير مسبوقة بمناسبة ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، في مشهد جسّد عمق الوعي الإيماني للمرأة اليمنية وصلابة موقفها في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
الفعاليات التي عمّت مختلف المحافظات تحولت إلى ميثاق ولاء متجدد لنهج الزهراء، واستعراض لوعي المرأة اليمنية كعنصر فاعل في معركة الوعي والصمود.
في محافظة إب، خرجت مسيرتان نسائيتان حاشدتان في مدينتي إب ويريم، رفعت المشاركات خلالهما شعارات تمجّد الزهراء عليها السلام وتؤكد تمسّك المرأة اليمنية بهويتها الإيمانية ورفضها لكل أشكال الانحراف والتغريب.
وأكدت الكلمات أن هذه المناسبة تمثل محطة سنوية لتجديد العهد بالسير على خطى الزهراء في الثبات والتضحية والكرامة، وأن المرأة اليمنية اليوم أصبحت شريكاً أصيلاً في معركة التحرر والسيادة الوطنية.
وفي الحديدة، غصّ ملعب العلفي بحشود نسائية ضخمة قدِمت من مختلف المديريات في فعالية هي الأوسع في تاريخ المدينة، حيث صدحت الحناجر بالهتافات المؤكدة على الولاء لله ورسوله وآل بيته الطاهرين، والتعبير عن الغضب تجاه جرائم العدو الصهيوني في فلسطين. وأكدت الكلمات أن إحياء ذكرى الزهراء هو تجسيد للانتماء لخط النور والعدالة الإلهية، وأن اليمنيات يستلهمن من سيرتها دروس الثبات والإباء في وجه العدوان.
أما في المحويت، فقد احتشدت آلاف النساء في ساحة المجمع الحكومي لإحياء المناسبة وسط أجواء روحانية عالية. وألقت المشاركات كلمات أكدت أن فاطمة الزهراء عليها السلام هي قدوة المرأة المسلمة في الصبر والجهاد والعطاء، وأن الاقتداء بها يعني الثبات في مواجهة الاحتلال والهيمنة، والتمسك بالقيم الأصيلة التي أراد الأعداء طمسها عبر “الحرب الناعمة”. وشهدت الفعاليات عروضاً مسرحية وإنشادية وقصائد عبّرت عن روح التحدي والإيمان، وحمّلت رسالة واضحة مفادها أن المرأة اليمنية أصبحت صانعة وعي ومربية أجيال المجاهدين.
وفي الوقت ذاته، نظّمت جامعة المحويت بالتنسيق مع الهيئة النسائية فعالية خطابية واسعة، أكدت أن استحضار سيرة الزهراء هو رد عملي على الحرب الفكرية الغربية التي تسعى لسلخ المرأة عن هويتها الدينية وتحويلها إلى أداة في مشاريع التغريب والانحلال الأخلاقي.
وصدر عن المسيرات بيان ختامي موحّد جاء فيه أن المرأة اليمنية تجدد التفويض للقيادة الثورية والسياسية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتؤكد استعدادها للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الله والوطن والمقدسات الإسلامية.
وشدد البيان على أن الحراك النسائي ليس مجرد احتفال ديني بل إعلان تعبئة ووعي وجهاد، داعياً إلى مواصلة حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية باعتبارها سلاحاً فاعلاً أثبت تأثيره في إضعاف اقتصاد العدو.
كما دانت المشاركات الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدات الاستعداد لدعم الجبهات ومواصلة التعبئة العامة دفاعاً عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية.
وأكد البيان أن المرأة اليمنية اليوم، وهي تحتفي بميلاد الزهراء، تحمل راية المقاومة وتثبت أن الإيمان لا يُجزأ، وأن الكرامة لا تُهدى بل تُنتزع، وأن من مدرسة الزهراء تتخرج أجيال ترفض الذل والخضوع لأي وصاية أمريكية أو صهيونية.
الخلاصة
من إب إلى الحديدة، ومن المحويت إلى الجامعات والمدارس، خرجت المرأة اليمنية بزخمٍ منقطع النظير لتعلن أن الزهراء ليست ذكرى عابرة بل منهج حياةٍ وموقف مقاومةٍ متجذر. إنه مشهد يختصر معادلة الوعي في اليمن: نساءٌ يحملن راية الجهاد كما يحملن راية التربية والبصيرة، في أمةٍ تتشكل من جديد على مبدأ “الزهراء قدوة، وفلسطين قضية، والجهاد طريق”.
