أكد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن أن الألغام ومخلفات الحرب والقنابل العنقودية ما زالت تواصل انتهاك الحق الأساسي في الحياة والأمان، منذ انطلاق العدوان الذي قادته قوى التحالف في مارس 2015، لتتحول معها مساحات شاسعة من الريف والمدن إلى حقول موتٍ صامتة تترصد المدنيين في كل لحظة.
وأشار المركز في تقريره إلى أن هذه الكارثة المستمرة تُقوّض أبسط حقوق الإنسان في الأمن والغذاء والعودة إلى الديار، وتحول حياة الآلاف إلى مأساة يومية تتكرر في كل محافظة ملوّثة بالمخلفات القاتلة.
فحيثما مرّت آلة الحرب، تركت خلفها ألغاماً تقتل المزارع في حقله، والطفل في طريقه إلى مدرسته، والمرأة في بحثها عن الماء والخبز.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، فقد بلغ إجمالي ضحايا الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب 10,689 ضحية حتى ديسمبر 2023، بينهم 3,952 شهيداً و6,737 جريحاً، في حصيلة تُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها اليمن.
وشملت قائمة الضحايا 2,504 طفل و1,102 امرأة، في مؤشر مأساوي على أن الحرب لم تفرّق بين مقاتل ومدني، بل استهدفت الجميع بوسائل الموت الصامت.
وأكد المركز أن اليمن يحتل مركزاً كارثياً على الخريطة العالمية، إذ يصنَّف اليوم ثالث دولة في العالم من حيث عدد ضحايا الألغام، في ظل استمرار تعنّت دول العدوان ورفضها تسليم خرائط الألغام والقنابل العنقودية التي ألقتها طائراتها في مختلف المحافظات.
وأشار التقرير إلى أن القنابل العنقودية المحرّمة دولياً ما زالت تشكّل تهديداً طويل الأمد للأجيال القادمة، حيث تنتشر بقاياها في الأراضي الزراعية والمناطق السكنية والممرات الحيوية، وتمنع المزارعين من العودة إلى أراضيهم، ما عمّق أزمة الغذاء ودفع آلاف الأسر إلى النزوح الدائم.
