في مشهد قبلي مهيب أعاد للأذهان ملحمة السبعين وحروب التحرير الكبرى، أعلنت قبائل حجور وبكيل المير وشحة وكشر ومستبأ وقارة في محافظة حجة، ومعها قبائل بني عبد في مأرب، النكف العام والتعبئة الشاملة استعداداً لأي جولة قادمة من الصراع مع الأعداء وأدواتهم في الداخل والخارج، مؤكدين أن القبيلة اليمنية ستظل السيف المشرع في وجه الطغاة والمستكبرين.
نكف حجور وبكيل المير: قسم الولاء والصمود
في نكف قبلي مسلح ضخم شهدته محافظة حجة، بحضور رسمي وشعبي واسع، أعلنت قبائل وشحة وكشر ومستبأ وقارة وبكيل المير الاستعداد الكامل لخوض المنايا وتقديم التضحيات في سبيل الله والوطن.
وأكد المشايخ والوجهاء أن القبيلة اليمنية، التي كانت وما زالت درع الأمة وسيفها المصلت ضد العدوان الأمريكي الصهيوني وأذنابه السعوديين والإماراتيين، لن تسمح بتمرير مشاريع التفتيت أو النيل من سيادة اليمن ووحدته الترابية.
النكف القبلي الذي حضره محافظ المحافظة هلال الصوفي، وأمين عام المجلس المحلي إسماعيل المهيم، ومسؤول التعبئة العامة حمود المغربي، وعدد من وكلاء المحافظة، تحول إلى عرس ولاء قبليٍّ مؤكدٍ للجهوزية الميدانية في مواجهة أي عدوان جديد.
وأكدت كلمات المشايخ والمقاتلين أن النفير العام بات واجباً شرعياً ووطنياً لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة والمقاومة الإسلامية في لبنان، معتبرين أن اليمن اليوم يقف في جبهة الصراع الكبرى للأمة ضد الاستكبار العالمي.
كما حذرت القبائل العدو الأمريكي والصهيوني وأدواته الإقليمية من الاستمرار في العبث بالأراضي اليمنية، وبخاصة في حضرموت والمناطق المحتلة، مؤكدين أن الرد سيكون “صاعقاً وحاسماً”.
وجدد الحاضرون التفويض الكامل للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة في اتخاذ ما يلزم من خيارات استراتيجية لحماية الوطن والدفاع عن قضايا الأمة العادلة.
وأكدت قبائل حجة استمرارها في برامج التعبئة والتدريب والتأهيل ورفع الجاهزية القتالية استعداداً لأي طارئ، معتبرة أن المعركة مع الكيان الإسرائيلي وأسياده الأمريكان معركة وجود لا خيار فيها إلا النصر.
لقاء مسلح لقبائل بني عبد في مأرب: رسالة السيف والولاء
وفي محافظة مأرب، نظّمت قبائل بني عبد في مديرية العبدية لقاءً مسلحاً حاشداً تحت شعار:
“وفاءً لدماء الشهداء وثباتاً على الموقف.. قبائل اليمن تعلن استمرارها في التعبئة وجهوزيتها العالية”. وحمل المشهد القبلي دلالات عميقة على وحدة الموقف اليمني رغم تنوع الجغرافيا، حيث توحّدت البنادق والرايات خلف القيادة الثورية، وأعلنت القبائل أن ولاءها للهوية الإيمانية لا يُشترى ولا يُكسر.
وخلال اللقاء، أكد المشاركون أن الثبات على الموقف المشرف ومساندة الشعب الفلسطيني وحزب الله خيار مبدئي لا تراجع عنه، مهما كانت التحديات. كما أعلنوا البراءة من العملاء والخونة الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات للعدو وأذرعاً تضرب أبناء الوطن، وطالبوا بإنزال أشد العقوبات بكل من يثبت تورطه في خيانة الدم والأرض والعقيدة.
وفي بيان ختامي، حمّلت قبائل بني عبد السعودية والإمارات مسؤولية استمرار العدوان والعبث بوحدة اليمن وثرواته، معتبرة أن ما يجري في المحافظات المحتلة هو جزء من المشروع الأمريكي الصهيوني لتفكيك المنطقة وتمزيق النسيج العربي والإسلامي. وأكد البيان أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا العدوان المركب، بل سيواجهه بكل ما أوتي من قوة وإيمان.
وجددت القبائل تفويضها المطلق للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يراه مناسباً للدفاع عن الدين والوطن، مشيرة إلى أن المعركة اليوم ليست معركة حدود، بل معركة هوية ومصير أمة بأكملها.
القبيلة اليمنية: خزان الثورة وسور الجمهورية
من حجة إلى مأرب، ومن صعدة إلى البيضاء، تؤكد القبيلة اليمنية يوماً بعد آخر أنها الدرع الواقية للجبهة الداخلية، وخزان الرجال الأشداء الذين يكتبون بدمائهم معادلة النصر والسيادة. لقد تحولت القبيلة من مجرد مكون اجتماعي إلى مؤسسة جهادية متماسكة تتكامل مع الجيش واللجان الشعبية في صناعة القرار الميداني والسياسي، واضعةً نصب عينيها معادلة واضحة: “إما عزة وسيادة.. أو شهادة وكرامة.”
