وفي بيان استثنائي حمل نبرة الغضب والإدانة، وجّه قائد أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي بياناً شديد اللهجة أدان فيه بأقسى العبارات الجريمة الأمريكية الجديدة التي تمثلت في إقدام أحد المرشحين للانتخابات في الولايات المتحدة على إهانة القرآن الكريم، واصفاً الحادثة بأنها امتداد للحرب الصهيونية العالمية على الإسلام والمسلمين، وإعلان جديد لعداء ممنهج يستهدف العقيدة والهوية والمقدسات.
وقال السيد الحوثي إن هذه الجريمة النكراء، التي حوّلها المجرم الأمريكي إلى دعاية انتخابية، تأتي ضمن مسار عدواني منظم تتبناه واشنطن ولندن وتل أبيب، في إطار حرب ناعمة وصلبة يقودها المحور اليهودي الصهيوني ضد كل ما يمتّ بصلة للإيمان والحرية. وأوضح أن “القرآن الكريم سيبقى كتاباً عزيزاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن من يعاديه إنما يعادي الله والإنسانية معاً”.
وأكد القائد أن التحالف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي هو العدوّ الأكبر للأمة، وأن ما يُرتكب اليوم من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن ليس إلا ترجمة عملية لذلك الحقد المتجذر على الإسلام، موضحاً أن ما يسمى بـ “مشروع تغيير الشرق الأوسط” ليس سوى مخطط صهيوني لتقسيم الأمة وطمس هويتها، وتحويل مقدساتها إلى ساحة عبث وهيمنة.
وأضاف أن السكوت على الإساءات المتكررة للقرآن الكريم يمثل خيانة كبرى وتفريطاً بقيم الأمة ودينها، محذراً من أن حالة اللامبالاة والصمت لدى بعض الأنظمة والشعوب هي ما يشجع الأعداء على التمادي في جرائمهم. وأشار إلى أن ما يقوم به المنافقون من تبرير أو تبرئة للمجرمين الأمريكيين والإسرائيليين، وما يقدمه بعض الحكام العرب من خدمات سياسية وإعلامية للعدو، يُعد أخطر أشكال العمالة والانحطاط، مؤكداً أن هؤلاء لا يمثلون الأمة ولا دينها.
وشدد السيد عبدالملك الحوثي على أن المعركة مع قوى الاستكبار ليست معركة مؤقتة، بل مواجهة مصيرية على الهوية والسيادة والكرامة، وأن الأمة الإسلامية تمتلك القدرة والإرادة لتغيير موازين القوى إن هي تمسكت بكتاب الله وتحرّكت بوعي وإيمان.
وقال السيد: “إن أمة الملياري مسلم تستطيع أن تُرغم الأعداء على التراجع لو وجدت الإرادة، لكن التقاعس والسكوت هو ما يجعلهم يتمادون في عدائهم، وعلى الأمة أن تتحرك سياسياً واقتصادياً وإعلامياً لمواجهة هذه الهجمة، وأن توسّع مقاطعتها للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتُعبّر عن موقفها بوضوح وكرامة”.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني إلى تحرك واسع يشمل الجامعات والمدارس والمؤسسات الدينية للتعبير عن الغضب الشعبي والتمسك بالهوية الإيمانية، مؤكداً على تنظيم (مظاهرات كبرى يوم الجمعة القادم) لتأكيد رفض الإساءات الأمريكية، والتجديد على موقف اليمن الثابت في مواجهة الطغيان الأمريكي الإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
وختم السيد الحوثي بيانه قائلاً: “إننا ماضون في طريقنا الإيماني الجهادي بثبات، وسنواجه كل مؤامرات الأعداء مهما عظمت، ولن نسمح بانتهاك مقدساتنا أو النيل من قرآننا العظيم، وسنبقى أوفياء لقضايانا ومبادئنا حتى يتحقق وعد الله بالنصر، والله حسبنا ونعم الوكيل، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً.”
وفي وقت سابق اليوم، أدانت رابطة علماء اليمن في بيان صادر عنها ما وصفته بـ “الجريمة الأمريكية بحق المصحف الشريف”، مؤكدة أن هذه الإساءة تمثل استخفافًا صارخًا بمشاعر المسلمين واستهزاءً بمقدساتهم، وتعكس – بحسب البيان – ما تخفيه صدور المعتدين من حقدٍ أكبر على الإسلام وأهله.
وشددت الرابطة على أن الأنظمة والجماعات المتماهية مع السياسات الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي تتحمّل جزءًا من المسؤولية عن تكرار مثل هذه الانتهاكات، داعية علماء الأمة وخطبائها ومثقفيها إلى القيام بواجبهم في توعية الشعوب واستنهاضها بالقرآن الكريم لمواجهة هذه التحديات، وعدم الاكتفاء بمواقف باهتة أو بيانات شكلية.