هزّ انفجار عنيف مدينة تعز صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إثر عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من المقر الرئيسي لحزب الإصلاح في شارع جمال، أحد أكثر شوارع المدينة ازدحاماً بالحركة السكانية والتجارية.
الانفجار، الذي وقع على بعد أمتار من مبنى الحزب، أثار حالة من الهلع بين السكان، فيما سارعت الأجهزة الأمنية التابعة للحزب إلى تطويق الموقع وإغلاق الشوارع المحيطة، وسط تنديد واسع بعودة مسلسل العنف الذي يضرب المدينة منذ سنوات.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن التفجير تم بواسطة عبوة شديدة الانفجار زرعت في دراجة نارية، انفجرت أثناء مرورها قرب المقر. مصادر محلية أكدت أن منفذ العملية هو سائق دراجة نارية يدعى محمد حمادي، كان قد تلقى طرداً من سائق حافلة قادم من عدن، يحتوي على بطارية ولوح شمسي قيل له إن عليه تسليمه إلى أحد المنازل في الحي، لكنه لم يكن يعلم أن العبوة الناسفة كانت مخبأة داخل الطرد.
وانفجرت العبوة أثناء وقوف الدراجة أمام مقر الحزب، ما أدى إلى مقتل نجل سائق الدراجة وإصابة والده بجروح خطيرة، إلى جانب سقوط ضحايا مدنيين كانوا في الجوار.
وفي أول تعليق رسمي، اتهم حزب الإصلاح المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، بالوقوف وراء العملية، مؤكداً أن ما جرى “عمل إرهابي منظم” يستهدف الحزب وقياداته في المدينة. ونشرت وسائل إعلام تابعة للإصلاح نص رسالة سائق الدراجة التي توثق تفاصيل تسلم الطرد المشبوه من شخص مجهول في عدن، معتبرة ذلك “دليلاً قاطعاً على تورط الانتقالي”.
ويرى مراقبون أن التفجير يأتي في سياق التصعيد المتبادل بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، مع تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين الإصلاح والانتقالي في تعز وعدن، وخصوصاً بعد اللقاء الذي جمع مؤخراً رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي برئيس البرلمان سلطان البركاني، وما رافقه من تسريبات حول اتفاق مبدئي على ضم مدينة تعز إلى نطاق نفوذ الجنوب.
وبينما يحمّل الإصلاح الانتقالي المسؤولية الكاملة، تواصل الأخيرة نفي أي صلة لها بالهجوم، في وقت يرى فيه المراقبون أن تعز تحولت إلى مسرح لتصفية الحسابات بين أجنحة التحالف المتناحرة، وأن المدنيين هم الضحية الدائمة لفوضى السلاح والولاءات المتصارعة داخل المدينة المحاصرة منذ قرابة تسع سنوات.
بهذا الانفجار، تدخل تعز فصلاً جديداً من دوامة العنف، في ظل غياب الدولة، وانقسام الولاءات، وتراجع الأمن إلى أدنى مستوياته، ما يجعل أي انفجار جديد قابلاً لإشعال فتيل مواجهة أوسع داخل معسكر التحالف نفسه.
