المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ثورة 21 سبتمبر.. جمهورية الموت لأمريكا “لا موز ولا انبطاح”

    "خاص" منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 ضد الحكم...

    الرئيس المشاط: “ثورة 21 سبتمبر” استعادة للكرامة وقرار اليمن سيبقى حراً وداعماً لفلسطين

    ألقى رئيس الجمهورية، مهدي المشاط، خطابًا مركزيًا بمناسبة الذكرى...

    مجازر جديدة في غزة: عشرات الشهداء وتفجيرات عربات مفخخة تدمّر أحياءًا سكنية

    قتل العشرات واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملته...

    ثورة 21 سبتمبر: من معوقات الحصار إلى مسارات بناء القدرات الوطنية

    قبل فجر ثورةٍ حملت اسمها تاريخًا جديدًا، كان المشهد...

    بين المحايد، والمرتزق

    المشهد اليمني الأول/
    ضرار الطيب
    ضرار الطيب

    بعيداً عن التعثر الذي تمر به المفاوضات، وعدم جدية النظام السعودي في التعامل مع هذا الأمر ، وبعيداً عن كل التحليلات السياسية التي تتحدث عن ذلك .. بعيداً عن كل شيء يمكن فهمه في هذه الحرب، نحن مدعوون جميعاً إلى وقفة انبهار واندهاش وتبلد أمام موقف  أغلب من يسمون أنفسهم مثقفين .. محايدين .. متحرين.

    كنا نرى هؤلاء القوم منذ بداية الحرب ، يظهرون في قنوات التلفاز أحياناً بربطات عنق  وأحياناً بشعر غير مرتب ( كدليل على شدة الإهتمام بقضية الوطن)، وكان هؤلاء دائماً يشابكون أصابعهم وهم يتساءلون بكل نزق : لماذا لا يتم اللجوء إلى الحوار بدل الحرب؟ لماذا لا تحل طاولة المفاوضات محل المدرعات؟ لماذا لا نقدم التنازلات بدل تقديم التضحيات؟ لماذا .. ولماذا؟

    الآن وياسبحان الله- بعد عام كامل من المقابلات التلفزيونية والمنشورات والكتابات الطنانة في محاولة إثبات الحياد الإنساني ، يأتي هؤلاء أنفسهم  بكل ما يستطيعون من النظريات والفلسفة لإثبات عدم جدوى أي حوار، بل ويذهبون لأبعد من ذلك ويحاولون تفسير المفاوضات على أنها صفقة بيع لا أقل ولا أكثر، ثم تجدهم يظهرون في مظهر المتأسف على الجماهير التي ستخدعها قياداتها في هذه المفاوضات .

    والآن يأتي دورنا لنتساءل ولا داعي لمشابكة الأصابع : لقد كان الحوار السياسي هو القرآن الذي يرفعه هؤلاء المتفلسفون على الرماح منذ أول الحرب، فما الذي يجعلهم ينقلبون هذا الإنقلاب على أنفسهم هكذا؟ ثم أين انتهى مصير الحياد الإنساني  ليتحولوا فجأة هكذا إلى دعاة حسم عسكري ؟ وأخيراً وهو الأهم : ماهي مصلحة هؤلاء من فضح أنفسهم في هذا الوقت ، أو بعبارة  أخرى : ما الذي سيخسرونه إذا كان هناك حوار جاد ؟!

    على أية حال ، كانت إجابات تساؤلاتهم منذ بداية الحرب متوفرة لدى النظام السعودي ، وإجابات تساؤلاتنا هناك أيضاً .. وكل ما يمكننا قوله الآن لهؤلاء المراوغين هو : إطمئنوا،  لأن السعودية ليست جادة للدخول في مفاوضات بعد،وربما تستمر الحرب أكثر من عام آخر، ولكن من هنا إلى أن تنتهي هذه الحرب، لم يعد من حقكم أن تتظاهروا بالإنسانية والحياد والثقافة ، لأنكم مجرد منافقون.. ثم عندما تنتهي هذه الحرب ،ستكونون أكثر من يخسر، ونعدكم أن الجميع سيحتفظون لكم بسمعة أسوأ من سمعة المرتزقة.

    المصـــــــــــدركتب/ ضرار الطيب
    spot_imgspot_img