المشهد اليمني الأول/
زعم وزير الدفاع الأمريكي، “جيمس ماتيس”، الثلاثاء، إن بلاده “تراجع الدعم” الذي تقدمه لتحالف العدوان، بسبب تصاعد المجازر المروعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين.
وتأتي تصريحات الوزير الأمريكي بالتزامن مع صدور تقرير أعده خبراء مستقلون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتضمن اتهامات لقوات تحالف العدوان، وخاصة السعودية والإمارات، بارتكاب “جرائم حرب” في اليمن، والتسبب في سقوط غالبية الضحايا المدنيين.
كما يأتي ذلك بعد يوم واحد من مزاعم حث واشنطن الرياض على أن تكون أكثر استعدادا للتحقيق في الغارة التي طالت أطفالا في محافظة صعدة اليمنية، الشهر الجاري؛ ما أسفر عن مصرع وإصابات العشرات منهم.
وأضاف “ماتيس”، في مؤتمر صحفي: “هدف أمريكا هو تقليص عدد الضحايا المدنيين في اليمن قدر الإمكان”.. واستطرد بالقول: “كما نستهدف نقل الصراع اليمني إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في أقرب وقت”. لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المبعوث الدولي إلى اليمن “مارتن غريفيث” لإنهاء المأساة الإنسانية في اليمن.
ولا تشارك الولايات المتحدة في الضربات الجوية في اليمن، إلا أنها منذ اندلاع الحرب في 2015، قدمت الدعم والمساندة للقوات الجوية السعودية من خلال تزويدها بالوقود في الجو، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية.
كما تبيع الولايات المتحدة صواريخ وأسلحة للسعودية والإمارات؛ حيث تم الكشف مؤخرا أن الصاروخ الذي استهدف حافلة الأطفال في صعدة، الشهر الجاري، أمريكي الصنع.
والإثنين، حث قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال “جيفري إل هاريغيان” تحالف العدوان على أن يكون أكثر استعدادا للتحقيق في غارة صعدة.
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنكر دورها في الحرب باليمن؛ لأنها وافقت على بيع أسلحة للتحالف بمليارات الدولارات، كما أظهر الكونغرس قلقا متزايدا بشأن تلك الحرب مؤخرا.
وتابع “ماتيس”، الذي تحدث من مقر “البنتاغون”: “الولايات المتحدة لم تر أي تجاهل من قبل التحالف الذي تقوده السعودية لارتكاب أخطاء تؤدي إلى استهداف مدنيين”.
كما لفت إلى دعم واشنطن حق الشريكة السعودية في الدفاع عن نفسها، في إعتراف صريح لمواصلة الدعم وأن كل مخاوفه المزعومة ما هي إلا محاولة فاشلة لتمييع جرائم الحرب المرتكبة في اليمن.
ويشهد اليمن حاليا أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ إذ يحتاج 22 مليون شخص (75% من السكان) إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 ملايين شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، حسب إحصاءات أممية، بسبب العدوان والحصار.