المشهد اليمني الأول/

 

في تصريح غير مسبوق هاجم الرئيس الأمريكي ترامب الكيان السعودي متهما إياه بسوء الاستخدام للسلاح الأمريكي في اليمن.

 

تصريح ترامب في هذا التوقيت لم يأتي هكذا ارتجالي .وانما هو تصريح اعتقد انه تم دراسته ورسم حدوده وعباراته بعناية من قبل صناع القرار والسياسة الأمريكية وذلك قبل أن يخرج ترامب ليدلي به لوسائل الإعلام .

 

الأهم الملفت والجاد في تصريح ترامب أنه يؤسس لمسار أمريكي جديد فيما يتعلق بالعدوان على اليمن وخاصة على مسار التهرب من تبعاته الاخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

 

في تعليقه على تصريحات ترامب كشف رئيس الوفد الوطني والناطق الرسمي لانصار الله محمد عبد السلام توجه البوصلة الأمريكية من وراء تصريحات ترامب مؤكدا بان مهاجمة الرئيس الأمريكي التو بيخية للنظام السعودي تمثل إدانة واضحة لأمريكا بأنها المسؤولةعن كل جريمة وقعت في اليمن. واضاف عبد السلام في تغريدة على حسابه في تويتر”ان في ذلك أيضا شهادة من عدو على أن شعبا يمتلك قضيةً عادلة وانه قادرٌ على مواجهة أعتى قوة في العالم”.

 

ترامب بتصريحاته التوبيخية للنظام السعودي حاول”التهرب من مسؤولية الجرائم التي يرتكبها العدوان فيما العدوان بكله كان من البداية بإدارة ورعاية وتخطيط وغطاء أمريكي.

 

ترامب كان واضحا وقاصدا ويعني ما يريد حينما وصف حادث جريمة استهداف العدوان لحافلة تقل طلاب مدارس في ضحيان في 9 أغسطس الماضي بـ”المروع”. وهو تعبير مقصود يكشف عن توجه أمريكي جاد على مسار التخلص من تبعات جرائم العدوان بحق الشعب اليمني بوضع الكيان السعودي ككبش فداء لامتصاص السخط العالمي.

 

لقد رسم ترامب بتحميله النظام السعودي مسؤولية جرائم العدوان بحق الشعب اليمني وبذلك الانتقاء القاصد والصريح لبعض العبارات مسار للتهروب الامريكي من تحمل مسؤولية تبعات جرائم العدوان بحق أبناء الشعب اليمني قتلا وحصار على مدى أربع سنوات مضت واضعا النظام السعودي في موقع المسؤول الاول عن تلك الجرائم كونه كما قال ترامب من اساء استخدام السلاح الأمريكي.

لقد حرص ترامب بشدة من خلال تصريحه الصريح والغير مسبوق على تقديم النظام السعودي ككبش فداء وذلك من اجل امتصاص الغضب الراي العام الدولي وحرفه بعيدا عن الإدارة الأمريكية وذلك لأن أمريكا وصلت إلى قناعة أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار بالحرب الانه لم يعد بالامكان الهروب من تعالي الأصوات والدعوات لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية،حيث يستمر تصاعد العدد الهائل من الضحايا المدنيين الذين قضوا في غارات جوية شنتها ومازالت تشنها يوميا طائرات تحالف العدوان الذي هو بكله بسلاحه الجوي وصواريخه وبما يحدد لطائراته من أهداف ويرسم لها من احداثيات وما يقدم لها من معلومات استخباراتية من صنع امريكا وعلى يد الإدارة الأمريكية وبالتالي فالأمر جدا خطير ومن ثم فإن تصريحات ترامب جادة وتؤسس فعلا لمسار هروب وتخلص أمريكي من تبعات العدوان على اليمن.

 

ثمة سبب أخر وذو اهمية كبيرة ويتمثل في سقوط هيبة وهيلمة قوى الاستكبار العالمي وهزيمتهم عسكريا وتسليحيا وامنيا وسياسيا واعلاميا امام صمود وبسالة وحكمة الشعب اليمني بقيادته وقوته الضاربة وبامكانيات تسليحية ومادية بسيطة وفي ظل حصار مطبق حيث يزداد ويفضح امام العالم سقوط وهزيمة قوى الاستكبار العالمي بقيادة الشيطان الاكبر رغم كل ما بحوزتهم من امكانيات وامبراطوريات المال والنفط والاعلام.

 

إلى أين سيهرب ترامب؟!!

السؤال الى أين سيهرب ترامب والإدارة الأمريكية فيما كل وقائع الأحداث تشهد والعالم كله يشهد بل إن تصريحات الامريكان انفسهم تشهد بأن العدوان والحصاربكل ماصنعه من قتل بحق أبناء الشعب اليمني وما أحدثه من تدمير وما ارتكب خلاله من جرائم بحق الأطفال والنساء خاصة وبحق عامة أبناء الشعب اليمني إنما حدث ومازال يحدث بارادة وادارة ورعاية ودعم ومشاركة أمريكية مباشرة وغير مباشرة.

 

إلى أين سيهرب العدو الأمريكي وهو غارق الى أذنيه في مستنقع السقوط الأخلاقي والإنساني وبشكل مكشوف ومشهود ومعروف غير مسبوق في تاريخ الإجرام والقبح الأمريكي.

 

انا على يقين ويقيني قائم على ايماني واعتقادي باستمرارية وثابت سنن الله الثابته إضافة إلى كشفته وتكشفه تجليات الأحداث في آفاقها بأن العدوان على اليمن وشعبه الذي بماحدث خلاله من فضائع الجرائم الغير مسبوقة والتي ارتكبت بحق أبناء الشعب اليمني قد رسم بداية النهاية لزوال الاستكبار والهيمنة الأمريكية ليس على مستوى المنطقة والعالم الاسلامي بل وعلى مستوى العالم كله وصولا إلى انهيار بنيان نظام الرأس مالي العالمي ..وعلى رأسه بنيان الولايات المتحدة الأمريكية.

 

في المقابل فإن اليمن بثورته ومشروعه القراني المحمدي بقيادته وشعبه سيخرج منتصرا بل وسيغدوا بلدا قويا منيعا غنيا ومنه ستهب نسائم نفس الرحمن جل شأنه هدي ونور قراني وفرجا يحي به الله شعوبنا العربية والإسلامية المستضعفة كما ستهب من يمن الإيمان رياح لله إيمانية قرآنية جهادية عاتية يسقاط الله باهلها و شعوبها كل كيانات العمالة والفساد وينسف بها على يد المستضعفين المواعين المستنيرين القرانين كل قواعد واوكار الاستكبار والفساد من كامل المنطقة العربية وعلى رأسها كيان العد الصهيوني.

 

وصدق العلي العظيم القائل
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) ..إلى أن قال جل شأنه
إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )
ــــــــــــــــــــ
محمد فايع