المشهد اليمني الأول/

 

الفشل في إدارة الملفات وحل الازمة كان ضمن القضايا والمشاكل التي أجمعت قيادات عسكرية وسياسية وحقوقية على فشل حكومة هادي في التعاطي معها خصوصا في المحافظات الجنوبية. حيثحمل الكاتب والمحلل العسكري الجنوبي العقيد محسن ناجي مسعد من سماها “الشرعية” مسئولية الفشل العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات التحالف.

 

وذكر العقيد مسعد في مقال أن ضعف وهشاشة حكومة هادي تحول إلى مظلة للجماعات الارهابية التي نجحت في “شرعنة” وجودها في المحافظات الجنوبية ووفرت لتلك الجماعات الغطاء السياسي والعسكري والأمني والملاذ الآمن من الملاحقات الأمنية نتيجة تورطها في ارتكاب كافة العمليات الإرهابية والاجرامية خلال السنوات الماضية على طول وعرض الساحة الجنوبية التي كانت ولا زالت أراضيها مسرحا لعملياتها.

 

 

من جانبه أشار “حيدرة” مدير عام مديرية حالمين بمحافظة لحج المعروف بولائه لحكومة هادي في مقال له إلى أن من كانوا يحسبونهم مناضلين تحولوا بعد البسط على الأراضي والأحواش في عدن ولحج وأبين إلى سماسرة مع المتنفذين.. مؤكدا أن الحكومة تعمل على حماية الفاسدين والعصابات بالأطقم العسكرية التابعة لها.

 

وأوضح حيدرة أن التحالف يهدف أيضا من وراء دفع هواميره النافذين لنهب الخيرات والموارد والامعان في نهب مفاصل قوت اليمنيين ، إلى أن يبقى أبناء المحافظات الجنوبية متوسلين له فهو يعطيهم الرواتب مقابل دمائهم ويغيثهم بسلال غذائية أو طلاء للمدارس ورفع صور قيادات دول التحالف على كل مدرسة.

 

مشيراً إلى قيام بعض المليشيا الجنوبية ومكوناتها السياسية الموالية للتحالف برفع صور ملوك وأمراء دول قوات التحالف السعودي والاماراتي على أرض ومنشآت ذات سيادة يمنية خالصة.

 

ويعمل التحالف منذ أكثر من ثلاث سنوات على تقديم رواتب لأبناء المحافظات التي يسيطر عليها ويرغمهم على القتال في صفه، بينما بنى السجون السرية لتكون مصير من يخالفون أوامر قياداته.

 

من جهته ، شن الصحافي المؤيد للتحالف عباس الضالعي هجوماً عنيفاً على أبناء زايد الذين أيدهم في سفك دماء أبناء الشعب اليمني ، مؤكدا أن اليمنيين لن يكتفوا بسحلهم في الشوارع حتى يدفعوا ثمن كل قطرة دم أزهقوها خلال تآمرهم على اليمن تحت شعارات حماية الشرعية “حد تعبيره”.

 

وقال الضالعي في تدوينة عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” مهددا أبناء زايد ” إن الامارات تفتح على نفسها النار وسترد كل ما نهب وسيتم القصاص”.

 

ويأتي تهديد الضالعي في وقت أظهرت صور مسربة من داخل سجن بئر أحمد بمحافظة عدن عددا من المعتقلين في أوضاع سيئة، بعد إضرابهم عن الطعام منذ حوالي شهر.

 

وفي السياق ذاته ، كشفت الحقوقية العدنية المحامية هبة العيدروس عن أهم القضايا التي تعصف بعدن وتهم مواطنيها.

 

وأوضحت العيدروس في تغريدة على حسابها بـ”تويتر” ان أبرز القضايا تتمثل في سعر العملة الصعبة وغلاء المعيشة ورواتب موظفي الدولة في الداخل عدا شاغلي المناصب العليا وتوقف القضاء عن العمل وانتشار حمل السلاح ومصافي عدن والممتلكات العامة والخاصة والكهرباء في الصيف والخدمات الصحية.

 

إلى ذلك ، اتهم القيادي المؤتمري ياسر اليماني الإمارات والحراك الجنوبي بالتنسيق لعملية التفجير التي استهدفت قيادات عسكرية موالية لهادي في قاعدة العند بطائرة مسيرة أطلقها الحوثيون الخميس الماضي.

 

وكشف اليماني في فيديو تداولته مواقع التواصل عن أن قيادات في الحراك الجنوبي تواطأت في هجوم العند، واتهم قائد الحزام الأمني في ردفان مختار النوبي بتحركات مشبوهة خلال ثلاثة أيام قبل العرض العسكري بقاعدة العند .. مشيراً إلى أن وصوله إلى منصة العرض العسكري بعد الحادثة بوقت قياسي بحجة الإنقاذ يعد دليلاً واضحاً على أن هناك رصداً وتواصلاً مسبقاً مع الإمارات والحوثيين، بغرض استهداف القيادات العسكرية الموالية لهادي.
فيما أشارت مصادر مطلعة إلى احتمال كبير في ضلوع القائد العسكري الموالي للسعودية علي محسن الأحمر في عملية العند، مستدلة على ذلك بنقل قيادات عسكرية أصيبت في العملية مباشرة إلى السعودية لتلقي العلاج في حين لم تسمح الإمارات بنقل آخرين وسفرهم للعلاج في الخارج.

 

من جانبه ، شن صالح الجبواني وزير النقل في حكومة هادي هجوما لاذعا على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات في عدن على خلفية حادث الحريق الذي تعرضت له مصافي عدن الجمعة الماضية.

 

وقال الجبواني في منشوره بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن المجلس الانتقالي يفرح عندما تحدث كارثة في عدن وأن النيران المشتعلة والاشلاء المتناثرة تولد لديه الشعور بالرضا والانتشاء.

 

ويأتي منشور الجبواني ردا على موجة انتقادات وجهت من المجلس الانتقالي لحكومة هادي في عدم قيامها بممارسة واجباتها ومهامها على الوجه الاكمل ومنها عجز الدفاع المدني عن السيطرة على النيران في مصفاة عدن.

 

نائب المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك من جهته ، اتهم حزبيّ المؤتمر والإصلاح بتبني العمليات الإرهابية التي تستهدف الجنوبين.

 

ولأول مرة يتم استهداف المؤتمر من طرف المجلس الانتقالي في مؤشر يراه مراقبون أنه تعبير عن رغبة إماراتية أو بدونها في التحرك ضد “طارق” الذي يقود قوات مسنودة إماراتيا في القتال مع التحالف ضد قوات صنعاء في الساحل الغربي، والتحرك ضد بقايا نظام صالح.

 

وجاء في تغريدة القيادي “بن بريك” على “تويتر”: ” ان الإرهاب دخيل على الجنوب صنعته قوى الشر “المؤتمر والاصلاح”. مضيفا أن من وصفه بـ”النظام البائد” استطاع أن يستخدم هذه الورقة لابتزاز الغرب والإقليم وجعله في المناطق الجنوبية.

 

ولفت القيادي في المجلس الانتقالي إلى أن الإرهاب لم يتواجد في الشمال إلا في المناطق التابعة للسنة، أما المناطق الزيدية فلا يوجد فيها. بحسب تعبيره.

 

وكانت قيادات الانتقالي الجنوبي قد امتدحت طوال السنوات الماضية تحركات طارق صالح ورحبت بتواجده ونشاطاته في عدن خلال تأسيسه لقوات مساندة للتحالف بدعم إماراتي.

 

من جانبها ، اتهمت المحامية والناشطة الجنوبية عفراء الحريري، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتياً بخيانة أبناء الجنوب وقضيتهم.

 

وقالت عفراء الحريري في رسالة وجهتها للزبيدي إن مجموعة ممن وصفتهم بـ”المطبلين” الذين يحيطون به جعلوه يصدق نفسه بأنه رئيس يحمل قضية الجنوب بينما يعيش في كوكب آخر بعيداً عن هموم أبناء الجنوب وقضيتهم.
وأشارت الحريري إلى أن الزبيدي يتوهم أنه قائد المقاومة الجنوبية وبطلُها في حين لا يحظى بأي شعبية، وأن الزخم الإعلامي الذي يحيط به مصدره الأبواق التي يجندها لتلميعه من أبناء مديريته في عدد من المواقع.

 

المحامية الجنوبية نصحت عيدروس الزبيدي باعتزال العمل السياسي الزبيدي لأنه ليس أهلاً له، وترك الجنوب وأهله في شئونهم، مشيرة إلى أن الزبيدي لوّث مدينة عدن بهمجيته وتخلف المحيطين به، حسب وصفها.

 

وعلى صلة بالموضوع ، ذكرت مصادر خاصة أن وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء في حكومة هادي، أحمد المسيري، بعث برسائل الى هادي ورئاسة الحكومة، تفيد بانفلات الوضع في عدن أمنيا وخدماتيا، وطالب بالتحرك السريع لتفادي انفجار الوضع.

 

وأشارت المصادر الى أن رسائل الميسري تضمنت اتهامه قيادات عسكرية وأمنية محسوبة على جهات في التحالف، وموالية للحكومة بممارسة أعمال النهب والبسط على أراضي الدولة والمواطنين ومساندة انتشار مجاميع مسلحة لخلق الفوضى وارتكاب الجرائم، وإقلاق أمن المدينة والسكان.

 

ووفقا لمعلومات فإن خلافات نشبت بين الميسري ومدير الأمن في عدن، شلال شائع، المدعوم من الإمارات، وصلت حد رفض الأخير لتوجيهاته. ولفتت المعلومات الى غياب الميسري من الوزارة، على خلفية صراعه مع قيادات أمنية وعسكرية، ورجحت أنه سافر الى الخارج.

 

من جانبه ، اتهم البرلماني الجنوبي عبدالرحمن الوالي ، حكومة هادي وقوى التحالف بالسعي لدفن القضية الجنوبية، ووصفهما بأنهما وجهان لعملة واحدة.

 

وهاجم الوالي المكونات الجنوبية التي تستغل التلويح بعلم الجنوب لخداع الشعب وبيع الوهم له … مشيراً في تغريدة على “تويتر” إلى أن من يرفعون علم الجنوب في حين يرتمون في أحضان الشرعية أو التحالف، يستغلون الشعب ويغشونه.

 

 

مختار الرحبي مستشار وزير الاعلام بحكومة هادي اتهم دولة الإمارات بمحاولة نزع الهوية الوطنية من أبناء اليمن وقطع جزء من جسد الجمهورية اليمنية، عقب تصريحات أحد مشائخ الإمارات بضم جزيرة سقطرى ومنح سكانها الجنسية الإماراتية .

 

وأشار الرحبي خلال مداخلة مع قناة بلقيس المملوكة للقيادية الإصلاحية توكل كرمان ، إلى أن التصريحات الإماراتية مستفزة لكل أبناء الشعب اليمني، وانتهاك صارخ لكل الاتفاقيات والمواثيق، مؤكداً أن سقطرى ستظل يمنية وأن اليمن سيظل واحداً ولا يمكن التفريط بجزء منه.

 

كما أتهم السياسي الجنوبي الدكتور حسين بن لقور بن عيدان حكومة هادي بأنها سبب الضعف الذي يعيشه الجنوب اليمني والذي وصفه بالـ”لا دولة”.

 

وحمل بن عيدان في تغريدة على حسابه في ” تويتر” ما سماها بـ” شرعية هادي” المسئولية فيما يشهده الجنوب من فوضى وانفلات وحالة وهن.

 

وسخر بن عيدان من محاولات النيل من القوى الجنوبية وتحميلها المسئولية في حالة الضعف تلك، مؤكدا ان تلك المحاولات مكشوفة ولا يمكن قبولها واصفا إياها ب ” لعب شوارع”.

 

الى ذلك ، كشف الكاتب السياسي البارز الخضر الميسري، عن معلومات خطيرة وردته تفيد بأن الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي كان وجه في رسالة بإلغاء حفل العند العسكري، نتيجة لعدم توفر التأمين المطلوب للعرض.

 

واشار الميسري إلى أن المقدشي أصر على إقامته في الموعد المحدد ومنع إرسال برقية هادي إلى قصر معاشيق.

 

تقرير: عوض سالمين