المشهد اليمني الأول/

 

لاتزال تتوالى ردود الأفعال العربية والغربية بعد القرار البريطاني بإدراج حزب الله على قوائم الجماعات الإرهابية، وأبدت عدداً من الدول انزعاجها ورفضها لقرار بريطانيا بإدراج حزب الله على قائمة الإرهاب، القرار الذي قوبل بترحيب كبير من “إسرائيل وأمريكا”.

 

 

في وقت ماتزال هناك مساعي أمريكية لا تتوقف لفرض عقوبات جديدة، فكما فرضت سابقاً العديد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي والصواريخ الحديثة التي تقوم بتجريبها، ان القرار البريطاني ضد حزب الله لم يكن بالغريب كثيراً.

 

 

في سياق متصل، كشف مدير برنامج “ستاين” لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، ماثيو ليفيت، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستعد لإصدار عقوبات جديدة ضد “حزب الله” اللبناني قريباً بعد مباحثات مع مسؤولين لبنانيين، وأن الإجراء الذي اتخذته سويسرا منفصل تمامًا عن القرار البريطاني بشأن “حزب الله”، زاعماً أن “الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها أي دور، ولكنها أبدت ترحيبها وارتياحها بالقرار البريطاني.

 

 

سلّط قرار الحكومة البريطانية تصنيف “حزب الله” اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري “منظمة إرهابية”، بسبب ما وصفته بنفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، الضوء على ملف شهد نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي أو مع الولايات المتحدة، التي سبق أن صنفت الحزب “إرهابياً” منذ مدة طويلة.

 

 

وتزامن صدور القرار البريطاني مع إجراء اتخذته سويسرا، وجمّدت بموجبه تسليم الأسلحة إلى لبنان، إثر فقدان قطع سلاح قالت إنها باعتها لوزير دفاع لبناني سابق، كما جاء بعد فترة وجيزة من رفع أسر ضحايا أمريكيين سقطوا نتيجة هجمات وقعت في لبنان في القرن الماضي دعاوى ضد المصارف اللبنانية بعد اتهامها بتسهيل تمويل “حزب الله”، المتهم في تلك الهجمات.

 

 

من جهته، حزب الله الذي أدان قرار الحكومة البريطانية اعتبره “انصياعاً ذليلاً” للولايات المتحدة، خصوصاً ان الكل يعلم أنه حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن الخطوة ما هي إلا إهانة لمشاعر وعواطف وإرادة الشعب اللبناني الذي يعتبره قوة سياسية وشعبية كبرى.

 

 

يتوقع بعض المعنيين في “حزب الله” في هذا الصدد، أن تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة قاسية على حزب الله تبدأ مفاعيلها كما هو متوقع في واشنطن بعد نحو سنة من فرضها، الأمر الذي دفع الحزب إلى مجموعة من الإجراءات المالية لمواكبة أي تطور سلبي في هذا الشأن، إذ أنه حتى اللحظة لا يوجد أي أزمة مالية في حزب الله، وأن ميزانية الحزب لم تتغير أو تتناقص.

 

بالرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اعتبره البعض في البداية نقطة تحول سلبية قد تضعف بريطانيا، إلا أنها باتت تتخذ إجراءات فردية وأول من يباركها هم إسرائيل وأمريكا، فإلى ماذا تخطط وإلى أين ستصل هي ومن يتقاسمونها الخراب؟