أعلنت الجمهورية اليمنية رسميًا بدء تنفيذ قرار فرض “حظر شامل على الملاحة الجوية من وإلى مطارات الكيان الإسرائيلي المحتل”، وذلك في خطوة سياسية وعسكرية تأتي رداً صريحاً على التصعيد العدواني الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وأفاد مركز تنسيق العمليات الإنسانية (HOCC) في العاصمة صنعاء بأنه تم توجيه “خطاب رسمي إلى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)” وكذلك “الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)” لإبلاغها ببدء سريان هذا القرار اعتباراً من “الساعة 22:42 من يوم الرابع من مايو بتوقيت اليمن”، وهو ما يعادل “19:42 بالتوقيت العالمي الموحّد (UTC)”.
وأكد المركز أن الهدف من هذا الخطاب هو “ضمان سلامة الطيران المدني الدولي”، والحد من أي خطر محتمل قد يتعرض له الركاب أو الطائرات نتيجة العمليات العسكرية المشروعة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد البنية التحتية للكيان الإسرائيلي.
ودعا البيان جميع الجهات المعنية، بما فيها السلطات الجوية العالمية وشركات الطيران، إلى “تجنب استخدام المجال الجوي المتصل بمطارات العدو، وعلى رأسها مطار اللد المعروف باسم “بن غوريون”، وتحويل مسارات الطائرات بعيداً عنه”، نظراً لكون هذه المطارات عرضة للاستهداف بشكل متكرر ومستمر.
وجاء هذا الإجراء ضمن إطار “المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي تتحملها الدولة اليمنية”، والتي تسعى إلى عدم تعريض المدنيين أو الطواقم الجوية لأي أخطار غير ضرورية، في ظل تصاعد وتيرة العمليات الصاروخية والمسيرات الهجومية التي تستهدف العمق الإسرائيلي.
كما أشار البيان إلى أن القرار يأتي تماشياً مع “المبادئ والأعراف الدولية المنظمة لحركة الطيران المدني”، وبما يتلاءم مع الوثائق والملحقات القانونية التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي، ومن بينها “الوثيقة (Doc 9554-AN/932) والملحق (Annex 11) والملحق (Annex 15)” وغيرها من الأطر التنظيمية ذات العلاقة.
وأعرب مركز تنسيق العمليات الإنسانية عن “أمله في أن تتعامل المؤسسات الدولية المعنية مع هذا الخطاب باعتباره تحذيراً رسمياً ومباشراً”، داعياً إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطائرات المدنية، ونشر التحذيرات والمعلومات الجوية الملزمة لدى شركات الطيران العالمية، وتنسيق الجهود مع الدول المعنية لضمان سلامة الحركة الجوية الدولية.
وأكد المصدر أن هذا الحظر “ليس فقط إجراءً تقنياً أمنياً، بل هو أيضاً موقف سياسي واضح يعكس تصميم اليمن على دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعية”، ويحمل في طياته رسالة مباشرة للمجتمع الدولي، تطالب بإنهاء حالة الصمت تجاه الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، ورفع الحصار الخانق الذي دخل عامه الثامن عشر.
وشدد البيان على أن استمرار التواطؤ الدولي مع هذا الاحتلال يُعتبر دعماً صريحاً لممارساته الوحشية، ويمنحه الضوء الأخضر لمواصلة التصعيد دون رادع.
وكان قد سبق هذا القرار “بيان للقوات المسلحة اليمنية مساء الأحد”، أكدت فيه أنها ستبدأ تنفيذ “حصار جوي شامل على الكيان الإسرائيلي عبر تكرار الاستهداف النوعي للمطارات الحيوية، وعلى رأسها مطار بن غوريون”، رداً على التصعيد الإسرائيلي الأخير وتوسيع نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة.
