المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ميناء الحديدة يستأنف أعماله عقب ساعات من العدوان الصهيوني

    نجحت الفرق الفنية والهندسية في استعادة جاهزية ميناء الحديدة...

    اليمن يفرض شروطه وأمريكا تكتفي بالتصريحات الجوفاء

    في معركة الإرادَة والسيادة التي يخوضها شعبنا اليمني العظيم،...

    “البيت الأبيض” يتراجع… ولكن هل تأخر كثيرًا؟

    حين يصرخ الألم في غزة لا تظلّ الجبهات صامتة...

    توقف الرحلات يكلف الملايين يومياً.. انخفاض بنسبة 43% في مطار اللد (بن غوريون)

    كشفت تقارير إعلامية عبرية، عن استمرار تعليق عشرات شركات...

    الصواريخ اليمنية تهز أمن إسرائيل وتكشف هشاشة الدفاعات الأمريكية

    في تطور عسكري مذهل، أطلقت القوات اليمنية صواريخ استهدفت إسرائيل، مما أدى إلى هزة كبيرة في أركان الدولة العبرية، بعد أن اخترقت الدفاعات الجوية الأمريكية، في تحول يُعد من أكبر التغييرات في الموازين العسكرية والسياسية في المنطقة. فقد جسّدت الصواريخ اليمنية قدرة عالية على المناورة والاختراق والتأثير، فاقت في فعاليتها بعض الهجمات الأمريكية والصهيونية، التي استثنت السلاح النووي.

    لقد تمكنت الصواريخ اليمنية من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، التي طالما وُصفت بأنها لا تُقهر، مؤكدةً بذلك على قدرات عسكرية يمنية متقدمة. وقد أحدث هذا الهجوم تأثيرًا نفسيًا كبيرًا في الأوساط الإسرائيلية والأمريكية، ناهيك عن حالة من الرعب والخوف عمّت كيان الاحتلال، مع تكبد خسائر كبيرة تعمّدت إسرائيل إخفاءها، كما تفعل عقب كل خسارة فادحة.

    وقد أدركت الدولة العبرية أنها لم تعد في مأمن من الهجمات الصاروخية اليمنية المؤثرة، ومن المفترض أن تسفر هذه الصواريخ عن تغييرات سريعة في السياسة الإسرائيلية المتعنتة، خاصة في ظل تصاعد المظاهرات والاحتجاجات التي تطالب بوقف الحرب وإقالة نتنياهو. وهذا ما قد يُجبر حكومة الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية والسياسية، لتجنب آثار القوة الصاروخية المدمّرة التي فرضت واقعًا جديدًا في الإقليم.

    لقد أظهرت هذه الصواريخ قدرة عظيمة على اختراق الدفاعات الجوية الأمريكية، في تحدٍ يُعد من أكبر التحديات للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة. وقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة، وتحت ضغط “الدولة العميقة”، إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، بعد تعرض بوارجها وطائراتها لإصابات مباشرة من قبل اليمنيين، مع أن قرار الهجوم على اليمن لم يكن قانونيًا من الأساس.

    وفي ختام حديثي، أرى أن استمرار إطلاق الصواريخ اليمنية بنفس الدقة والتأثير، سيُحدث تحولًا استراتيجيًا إجباريًا في الموازين العسكرية والسياسية. ففي الوقت الذي تتغنى فيه أمريكا وإسرائيل بتفوقهما في الذكاء الصناعي والصناعات الدفاعية، وتسوقان ذلك عبر صفقات ضخمة إلى بعض الدول، نرى أن الصواريخ اليمنية تثبت العكس، وتُظهر للعالم هشاشة تلك الأسلحة، التي تحوّلت إلى مجرد “أساطير دفاعية”، صارت محل سخرية في الميدان.

    وأتمنى على القادة الأمريكيين أن يسارعوا في إيجاد مخرج يحفظ لهم ماء الوجه، ويعيد لهم بعضًا من القيم الأخلاقية، خصوصًا في ظل أزمة اقتصادية خانقة يُتوقع أن تتصدرها موجة ركود هي الأكبر، في وقت يعلّق فيه الساسة الأمريكيون آمالًا خيالية على المليارات الشرق أوسطية، ظنًا منهم أن الابتزاز السياسي سيضمن لهم الحصول عليها بسهولة، لتُنقذهم من نتائج السياسات الظالمة التي مارسوها ضد العرب والمسلمين، إرضاءً لنتنياهو والمتطرفين الصهاينة.

    حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية، وأعاد لها مجدها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. بسام روبين

    spot_imgspot_img