المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مجلة استرالية: نهاية قاسية لفيلم رايدر في اليمن

    كشف تقرير نشرته مجلة Australia/Israel Review الصادرة عن لسان...

    القسام تبث مشاهد عمليات “حجارة داوود” شمال قطاع غزة

    بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس،...

    رئيس وزراء الاحتلال الأسبق: “إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة”

    نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها الصادرة، صباح اليوم...

    هل سيتحقق السلام بيننا وبينهم؟

    قد تتوقف المعارك بيننا وبينهم، وقد يعم الهدوء فترة من الزمن، وذلك لا يعني أننا في سلام مع قوم لا يفهمون السلام إلا من زوايا مقعرة، ووفق مفهومهم للسلام القائم على التفوق والسيطرة والهيمنة والسيادة دون منازع، وهذا الوعي المجتمعي لأعدائنا عن شكل العلاقة مع الآخر، هو الذي يرسم السياسة، ويوجه الرأي العام، وهذه حقائق أكدتها الأيام والوقائع، وتطرح جملة من الأسئلة التي تستجلي المشهد السياسي في المنطقة بشكل عام، ومنها على سبيل المثال:

    من هم أعداؤنا؟ هل أعداؤنا مجرد غزاة محتلين لأرض فلسطين؟ أم هم مستعمرون جاءوا لامتصاص خيرات المنطقة؟ هل أعداؤنا من أصل المنطقة وتاريخها وحضارتها وثقافتها؟ أم هو وافدون من بلدان شتى؟ هل القاسم المشترك بين أعدائنا مصالح شخصية وانتفاع مؤسساتي؟ أم القاسم المشترك عقيدة؟ وفكرة تعشعش في رؤوس المنظرين الصهاينة عن الحقوق التوراتية في أرض فلسطين؟

    قد يجبب على ما سبق من أسئلة استطلاع الرأي الذي أجرته جامعة بن ستيت في بنسلفانيا الأمريكية، ونشرته صحيفة “هآرتس”، وأظهر أن 82% من الإسرائيليين يؤيدون التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، و56% يدعمون طرد الفلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

    هذا التفكير الإسرائيلي الذي يلغي الآخر، ولا يرى له أي حق بالعيش فوق أرضه، بمثابة إقرار مجتمعي بان عدونا لا يرى بأرضنا إلا ملكاً خالصاً له، ولا يرى بالشعب الفلسطيني إلا فائض احمال، يجب التخلص منه، حتى ولو حمل الهوية الإسرائيلية، ولم يبرحوا أرض فلسطيني نكبة 1948

    وقد اشارت صحيفة هآرتس إلى أن التأييد لعمليات تهجير الفلسطينيين في أوساط الرأي العام الإسرائيلي زادت مقارنة باستطلاعات أجريت في عام 2003، حيث كانت نسبة تأييد تهجير الفلسطينيين من غزة 45 % فقط، في حين كانت نسبة الداعمين لطرد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة 31%.

    وأزعم أن هذه الزيادة، او هذا التطرف في الرأي هو انعكاس للحالة العربية التي ارتمت بالتطبيع تحت أقدام إسرائيل، والتي عجزت عن حماية حدودها، ووقفت تتفرج على محرقة غزة، دون أن تفعل ما يردع الإسرائيلي، بل عجزت الأنظمة العربية عن تقديم شربة ماء لعدد 2.5 مليون فلسطيني، وهذا بحد ذاته يمثل رسائل للإسرائيليين بأنهم أقوياء، وأن طرفهم مهاب، وأنهم قادرون على اتخاذ أي قرار، بما في ذلك طرد الفلسطينيين، دون أن يجرؤ أحد على التصدي لهم.

    ولكن الأخطر في استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة هآرتس، تأييد 47% تكرار “محرقة أريحا التوراتية” بحق المدن الفلسطينية التي يتم السيطرة عليها.

    فما هي محرقة أريحا التي تحظي بتأييد 47% من الإسرائيليين، وكيف تفضح القصة التوراتية كل عربي وفلسطيني يظن أن هناك إمكانية لتحقيق السلام مع أعدائنا الإسرائيليين.

    تقول الحكاية الموثقة في سفر يشوع، الإصحاح السادس. إلى أن يشوع بن نون لعن مدينة أريحا وسكانها، معلنًا أن “ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا”

    فماذا فعل يشوع بن نون بمدينة أريحا بعد ان انتصر على أهلها، واستسلموا له؟

    قال لرجاله: اقتلوا كل الرجال فقتلوهم

    بعد ذلك قال لهم يوشع بن نون، اقتلوا كل الأطفال، قال له رجاله، اتركهم نستعبدهم، قال لهم: لا؛ بل اقتلوهم جمعياً، فقتلوهم.

    بعد ذلك قال لهم اقتلوا النساء، وهنا استغرب جماعة يوشع بن نون هذا الطلب، وقالوا له: استبق النساء، نستخدمها، قال: بل اذبحوهن، فذبحوا النساء.

    بعد ذلك، قال لهم: اذبحوا الحيوانات، واحرقوها، ففعلوا كما أمرهم.

    ثم أمرهم بحرق كل أشجار أريحا، وهنا تساءل جماعة يوشع بن نون عن السبب، فقال لهم:

    كي يصل خبر تحريم أريحا، وتخريبها، وذبح الحياة فيها إلى بقية المدن الكنعانية، فيهربون من أمامنا دون قتال، وقبل أن نصل إليهم.

    وهذه هي الفلسفة السياسية التي تبناها جابوتنكسي قبل مئة سنة، وهي الفلسفة نفسها التي مارسها مناحيم بيجن يوم ذبح قرية دير ياسين 1948، وهي المدرسة التوراتية نفسها التي تخرج منها نتانياهو وسموتريتش وبن غفير، وهم يرسلون رسائل الإرهاب إلى بقية البلاد العربية من خلال ما ألحقوه باهل غزة من حرب إبادة جماعية.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. فايز أبو شمالة

    spot_imgspot_img