تتواصل فصول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ98 على التوالي، وسط تصعيد لافت في استهداف المدنيين العزّل، لا سيما في محيط مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، في انتهاك فج لكل المواثيق الدولية وأخلاقيات الحروب، وذلك بعد أن خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار دون أي مساءلة دولية تُذكر.
فمنذ فجر اليوم الاثنين، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة راح ضحيتها 39 شهيدًا، وفق إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية، بينهم 15 من المواطنين الذين كانوا بانتظار المساعدات الإغاثية. كما أصيب أكثر من 317 فلسطينيًا بجروح متفاوتة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
مصادر طبية في غزة أكدت استشهاد 10 فلسطينيين في محيط مراكز المساعدات شمال مدينة رفح، في قصف اعتبره مراقبون استهدافًا متعمّدًا لجهود الإغاثة، في إطار سياسة التجويع والإخضاع الجماعي.
في بيت لاهيا، شمالي القطاع، وثّقت المصادر استشهاد خمسة مواطنين آخرين بعد استهداف مباشر لمجموعة من المدنيين قرب منتجع بيانكو، بينما أفاد مجمع ناصر الطبي بوقوع أكثر من 15 إصابة في قصف مماثل على أطراف مدينة رفح.
في الميدان، تؤكد فصائل المقاومة استمرارها في الرد على العدوان، حيث أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عمليات نوعية شملت قنص جندي إسرائيلي في حي الشجاعية، وقتل ثلاثة آخرين في عملية اشتباك مباشر شرق جباليا.
كما قصفت القسام مواقع تمركز قوات الاحتلال على جبل المنطار بدفعتين من قذائف الهاون. بدورها، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد مصوّرة لاستهداف مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات الاحتلال شمال شارع 5 في خانيونس، باستخدام صواريخ “فاغوت” و”مالوتكا”، ما أسفر عن خسائر مؤكدة في صفوف العدو.
وفي الضفة الغربية المحتلة، لا تزال آلة التدمير الإسرائيلية تحصد الأرواح والمنازل، حيث أعلنت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين أن قوات الاحتلال هدمت أكثر من 600 منزل بشكل كامل في مخيم نور شمس بطولكرم، ما تسبب في نزوح نحو 22 ألف مواطن، في مشهد جديد من سياسة التطهير الجماعي وفرض التهجير القسري.
ووفق ذات المصادر، ارتفعت حصيلة الشهداء في المخيم إلى 42، بينهم اثنان برصاص أجهزة أمن السلطة، في تطور خطير يُعيد طرح علامات استفهام حول دور السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة.
في ظل هذا التصعيد الدموي، يحمّل مراقبون المجتمع الدولي، ومؤسساته الأممية، مسؤولية صمته المخزي، وعدم تحركه الجاد لإيقاف ما وصفوه بـ”حرب الإبادة المفتوحة” التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.