كشفت الجهات الرسمية في قطاع غزة، اليوم السبت، عن جريمة خطيرة مرتبطة بمراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية التي أُقيمت مؤخرًا في مناطق متفرقة من القطاع، حيث عُثر على أقراص مخدّرة مدسوسة داخل أكياس الطحين المرسلة عبر تلك المراكز.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن هناك مؤشرات على أن بعض المواد المخدّرة قد تكون قد طُحنت ضمن شحنات الطحين، الأمر الذي يشير إلى محاولة متعمدة لإفساد صحة المواطنين تحت غطاء الإغاثة الإنسانية، محمّلاً كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة.
وتأتي هذه الفضيحة ضمن سلسلة من الانتهاكات المتواصلة المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث كانت نفس “مراكز المساعدات” قد تسببت خلال شهر واحد فقط بـاستشهاد 549 مواطنًا، وإصابة 4,066 آخرين، وفقدان 39 شخصاً أثناء محاولتهم الوصول إلى تلك المراكز لتأمين الغذاء.
في سياق موازٍ، نشرت صحيفة هآرتس العبرية شهادات خطيرة لضباط وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكدوا فيها تلقيهم أوامر مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات.
وأوضح الشهود أن الفلسطينيين المستهدفين “لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد”، ما يعزز الاتهامات بأن تلك المراكز كانت مصائد موت مدروسة وليست نقاط إغاثة إنسانية.
وتأتي هذه التطورات بينما يتصاعد الغضب الشعبي والإعلامي إزاء ما يعتبره الفلسطينيون والمراقبون الدوليون توظيفاً إجرامياً للمساعدات الإنسانية كأداة للإبادة النفسية والجسدية، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ من بعض المنظمات التي يفترض بها حماية حقوق الإنسان.
ويُعدّ الكشف عن الطحين المسموم تطوراً بالغ الخطورة، يؤكد أن ما يُقدَّم لسكان غزة ليس دعماً إنسانيًا بل أداة حرب غير تقليدية تستهدف البنية الجسدية والمجتمعية للشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية كيان العولأخلاقيات العمل الإنساني.