كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الثلاثاء، أن دوائر صنع القرار في كيان الاحتلال الإسرائيلي تبحث عن سبل لوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيون) من اليمن، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن التفاهم مع حركة حماس أو إيران.
وبحسب الصحيفة، فإن السيناريو الأقرب للواقع يتمثل في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه إنهاء المبررات التي تستخدمها الجماعة لمواصلة عملياتها ضد أهداف إسرائيلية. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن التفاهمات المحتملة ضمن الحوار الأميركي – الإيراني قد تساهم كذلك في تهدئة الجبهة اليمنية.
وأبدى المسؤولون الإسرائيليون قلقًا بالغًا من إمكانية تصاعد الهجمات الحوثية مجددًا في حال تدهورت الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو داخل المسجد الأقصى، مؤكدين أن جميع محاولات الردع السابقة فشلت في وقف عمليات الحوثيين.
وأشاروا إلى أن “إسرائيل” تواجه صعوبة بالغة في التعامل مع التهديد القادم من اليمن، حتى عبر الضربات الجوية المباشرة، لافتين إلى أن الجماعة تستخدم صواريخ متطورة، بعضها إيراني الصنع، ويصاحب كل عملية إطلاق طاقم من الخبراء لتحسين الدقة في الهجمات اللاحقة.
واستأنفت جماعة الحوثي مؤخرًا قصف أهداف داخل الأراضي المحتلة وكذلك سفن مرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، في إطار ما وصفته بالرد على الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تصاعدت منذ 18 مارس/آذار الماضي.
وفي المقابل، شن “العدو الإسرائيلي” أول أمس الاثنين غارات جوية استهدفت موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم لها على اليمن منذ نحو شهر، ضمن محاولة جديدة لردع الجماعة.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت منذ مطلع عام 2024 تنفيذ ضربات جوية متكررة ضد مواقع الحوثيين، إلا أن هذه العمليات لم تحقق أهدافها. وفي مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف العمليات العسكرية في اليمن، عقب اتفاق غير معلن جرى بوساطة عمانية، يقضي بامتناع الجانبين عن استهداف بعضهما بعضًا، بما يشمل السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.