المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    أمين عام “حزب الله”: لن نسلّم السلاح وسنواجه حتى النهاية

    في خطاب حادّ اللهجة وحاسم التوجه، أعلن الأمين العام...

    تفاصيل ماحدث في سوريا.. السويداء: ميدان اشتباكات طائفية وميدانية وسط أجواء قصف إسرائيلي استهدف دمشق ومحيط المدينة

    شهدت مدينة السويداء السورية ومحيطها خلال الأيام الماضية موجة غير مسبوقة من التصعيد الميداني والتوتر الطائفي وسط اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر بدوية كانت قد بدأت عقب حادث أمني على طريق دمشق تلته سلسلة من الحوادث الدامية والاشتباكات المتنقلة في أحياء المدينة الغربية والشرقية وكذلك قرى ريفها الغربي.

    الاشتباكات التي سرعان ما اتسعت أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين المدنيين والمقاتلين فيما انسحبت (قوات الجولاني) التي دخلت المدينة في البداية لمحاولة احتواء الموقف بعد توصلها إلى اتفاق هش مع وجهاء محليين لكنها سرعان ما عادت وانسحبت مخلفة فراغا أمنيا فادحا استغلته الفصائل المسلحة لتنفيذ عمليات انتقام واسعة ضد عشائر البدو تضمنت اقتحامات واعتقالات جماعية ومجازر وصفت بالبشعة.

    وفي خضم ذلك شهدت الأجواء السورية تدخلا إسرائيليا تمثل بغارات جوية استهدفت مواقع في أطراف السويداء وريف دمشق بزعم حماية الأقليات الدينية ووقف ما وصفته تل أبيب بتهديدات التصفية العرقية ضد الدروز وقد جاءت هذه الغارات وسط تصاعد الاتهامات للحكومة السورية بالعجز عن فرض الأمن ومواجهة الفوضى الأمنية.

    ترافق ذلك مع مبادرات وساطة خليجية ودولية سعت إلى وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات المحلية إلا أن كافة الاتفاقات انهارت لاحقا بفعل استمرار الخروقات الميدانية والاشتباكات التي لم تتوقف رغم التعهدات المتبادلة بوقف العنف.

    المشهد الإنساني كان الأكثر إيلاما إذ سجلت عمليات نزوح جماعي من قرى ريف السويداء الغربي نحو ريف درعا الشرقي خصوصا في أوساط العشائر البدوية التي تعرضت لموجات عنف متكررة وجرائم وصفتها مصادر محلية بالمروعة وسط غياب شبه كامل للقوى الرسمية عن الميدان.

    في العاصمة دمشق تعرضت منشآت عسكرية لهجمات إسرائيلية متزامنة مع تحليق مكثف للطيران في أجواء السويداء بينما اتهمت (سلطات الجولاني) إسرائيل بالسعي لإثارة الفتنة الطائفية ودعم المجموعات الخارجة عن القانون لإرباك الحكومة الانتقالية.

    ورغم تصريحات الرئاسة السورية (قوات الجولاني) التي تحدثت عن التزامها بحماية كل المواطنين من كل الطوائف فإن الأحداث أظهرت انقساما واضحا في المشهد الداخلي حيث رفضت مرجعيات درزية محلية التدخل العسكري الحكومي وطالبت بتسليم الأمن إلى فصائل محلية ووجهاء الجبل في وقت دعت فيه العشائر إلى النفير العام للدفاع عن وجودها ورفع ما تصفه بحصار وتمييز طائفي يمارس ضد أبنائها.

    المستشفى الوطني في السويداء خرج عن الخدمة بسبب الحصار المفروض عليه فيما وثقت منظمات محلية عمليات حرق وتهجير طالت مئات المنازل والعائلات في أحياء بدوية تعرضت لاجتياح مباشر من مجموعات مسلحة لم تتمكن أي جهة رسمية من كبح جماحها.

    وبينما تستمر الاشتباكات وتفشل محاولات التهدئة حذر مراقبون من تحول الجنوب السوري إلى ساحة صراعات أهلية مفتوحة تعيد إلى الأذهان كوابيس الانهيار الشامل في السنوات الأولى من الحرب السورية وتفتح الباب أمام تدخلات خارجية متزايدة تحت عناوين الحماية أو الاستجابة الإنسانية.

    spot_imgspot_img