في تطور لافت يعكس حجم التحول في ميزان القوة بالمنطقة، أقر الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة بفشل سلاحه الجوي في التحليق فوق اليمن، مؤكدًا أنه اضطر لاستخدام طائرات مسيّرة بعيدة المدى بدلًا من مقاتلاته الحربية المتقدمة في الهجوم الأخير على مدينة الحديدة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن الهجوم الذي نفذ فجر الاثنين على أهداف في الحديدة تم بـ”طائرات مسيّرة بعيدة المدى”، وهي سابقة في المواجهات المستمرة منذ نوفمبر 2023، حيث دأب جيش الاحتلال على استخدام مقاتلاته الحديثة من طراز “F-15″ و”F-35” في كل عمليات القصف السابقة.
هذا التحول التكتيكي جاء عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية عن تصديها بنجاح لهجوم جوي إسرائيلي واسع قبل أسابيع، شاركت فيه عشرات الطائرات، مؤكدة حينها استخدام صواريخ أرض-جو محلية الصنع استطاعت تحييد التهديدات الجوية وخلق ارتباك واسع في غرفة عمليات الاحتلال وبين طياريه.
ويرى مراقبون أن استبعاد المقاتلات من المشهد الجوي في سماء اليمن يمثل ضربة مباشرة لعقيدة التفوق الجوي الإسرائيلي، ويؤشر إلى تصاعد قدرات الدفاع الجوي اليمني التي لم تكن موجودة بهذا الشكل قبل سنوات.
وأكدت مصادر عسكرية أن الاحتلال يخشى تكرار سيناريو إسقاط الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما دفعه لتفادي المجازفة بطائراته الاستراتيجية.
وبهذا الاعتراف، يكون اليمن قد نجح في فرض قواعد اشتباك جديدة، أجبرت أحد أعتى الجيوش في المنطقة على تغيير أدواته، وفضحت هشاشة القوة الجوية الإسرائيلية أمام بيئة المقاومة اليمنية المعقدة والمدروسة.
وتؤكد هذه التطورات أن فاعلية العدوان الصهيوني على اليمن تتآكل تدريجياً، وأن أسلوب الطائرات المسيّرة، رغم مخاطره المحدودة، يعكس حالة القلق والارتباك الإسرائيلي المتزايد في مواجهة يمن بات أكثر جرأة واستعداداً.