المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    لماذا نستقبل بحرارة جورج إبراهيم عبد الله؟

    أن يتهافت اللبنانيون والفلسطينيون في لبنان للمسارعة الى استقبال...

    صنعاء.. العاصمة الأقرب إلى القدس رغم بُعدها الجغرافي

    في جغرافيا الأُمَّــة الممتدَّة من المحيط إلى الخليج، قد...

    غزة..لا مصاب أكبر من خذلان الأمة

    لا جرم أن خذلان خير أمةٍ للناس أخرجت، وبخير...

    المتخاذلون أعداء للمجوَّعين

    على مدى عقود، يعاني سكان غزة من حصار خانق...

    خذلان عالمي وموقف يمني أصيل

    في قلب غزة، لا صوت يعلو على أنين الجوع،...

    خبراء فلسطينيون: اليمن يخلط أوراق الصراع.. ميزان القوى ينقلب وإسرائيل تفقد السيطرة

    وسط تعتيم إعلامي إسرائيلي متصاعد، بدأت الحقائق تتسرّب من بين ثقوب الرقابة العسكرية: اليمن لم يعد طرفًا بعيدًا عن المعركة، بل تحوّل إلى فاعل مباشر يفرض حضورًا استراتيجيًا في عمق المشهد العسكري والسياسي للصراع العربي ـ الصهيوني.

    ففي الوقت الذي تئن فيه غزة تحت مجازر الاحتلال، جاءت الضربات اليمنية الصاروخية والطائرات المسيّرة لتقلب ميزان الردع وتربك المنظومة العسكرية الإسرائيلية، كما يقول مراقبون في تقرير لوكالة “شهاب” الفلسطينية. حجم الهجمات، ومدى تأثيرها، جعلا من المستحيل على الرقابة العسكرية الإسرائيلية إخفاء كل التفاصيل، خاصة حين يتعلّق الأمر بتعطيل مطارات أو استهداف منشآت حيوية لا يمكن التعتيم عليها.

    الباحث في الشأن الإسرائيلي، فايد أبو شمالة، أكد أن الاحتلال يحاول التمسك برواية إعلامية موحّدة تبدأ دائمًا بـ“رصد صاروخ” وتنتهي بـ“عودة الحياة إلى طبيعتها”، لكن التكرار المكشوف وغياب الصور الحقيقية وردود فعل المستوطنين، يعري زيف هذه السردية. بل إن اختفاء مشاهد الذعر والملاجئ وانعدام صور سقوط الصواريخ أو حتى الاعتراضات الجوية بات من مؤشرات الفشل في حرب الرواية.

    وإذا كان الإعلام الإسرائيلي يُدار بعقلية عسكرية، فإن ما يحدث الآن، كما يشير أبو شمالة، يعكس تخبطًا حقيقيًا: “لا يمكن إنكار أن بعض الصواريخ تسقط، لكن الأهم أن بعضها يُصيب، ويحمل رسائل سياسية مدوية تقول: هذا الاحتلال إلى زوال“.

    في السياق ذاته، يؤكد الخبير الاستراتيجي الفريق قاصد محمود أن القوات المسلحة اليمنية أحدثت تحوّلًا لافتًا في معادلات الصراع الإقليمي، ليس فقط من خلال صواريخ وطائرات تقطع آلاف الكيلومترات، بل أيضًا بفرض حصار جزئي على البحر الأحمر والمجال الجوي المحيط، وهو ما يُعتبر تطورًا نوعيًا في القدرة على نقل الضغط العسكري من الساحة الفلسطينية إلى العمق الإسرائيلي.

    ويضيف محمود: “لأول مرة منذ عقود، تجد إسرائيل نفسها مضطرة لمواجهة تهديد قادم من الجنوب البعيد، من ساحة لم تكن ضمن حساباتها الأمنية أو أولوية استخباراتها… اليمن تحوّلت من دولة منهكة إلى جبهة استراتيجية شاقة“.

    وتابع: “بينما تعاني المقاومة في غزة من الحصار الجغرافي والإمكانات المحدودة، قدّم اليمن قيمة استراتيجية مضاعفة، عبر ربط واضح بين سلاحه وعقيدته ومظلومية غزة المحاصرة. إنه ربط عضوي يدخل في حسابات التفاوض والمقايضات السياسية الكبرى”.

    والأهم أن هذه الضربات، كما يقول محللون، لم تعد مجرد مواقف تضامنية، بل أدوات ردع حقيقية، تُقلق تل أبيب، وتعيد تعريف معادلة الاشتباك. فمن البحر الأحمر إلى موانئ الاحتلال، ومن المدى البعيد إلى العمق الحيوي، أثبتت اليمن أن البعد الجغرافي لا يلغي جدوى الاشتباك السياسي والميداني.

    في وقتٍ يسعى فيه الاحتلال لإطباق الحصار على غزة، يفتح اليمن البحر الأحمر، ويشعل خريطة الردع من جديد، معلنًا أن المقاومة لم تعد وحدها في الميدان، بل يساندها محور قادر على زعزعة أمن “إسرائيل” من الجو والبحر والحدود البعيدة.

    spot_imgspot_img