المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    موجهاً رسالة لنتنياهو.. أسير إسرائيلي في غزة: “ما أفعله الآن هو حفر قبري بيدي، لأن الوقت ينفد”

    بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد مؤثرة لأسير إسرائيلي محتجز في أحد أنفاق القطاع، ظهر فيها بجسد نحيل منهك وهو يوجّه رسالة مباشرة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً: “ما أفعله الآن هو حفر قبري بيدي، لأن الوقت ينفد”.

    ويُعتقد أن الأسير الظاهر في التسجيل هو أفيتار دافيد، أحد الجنود المحتجزين منذ ما بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023. وقد بدا عليه الهزال الشديد وفقدان الوزن الحاد، ما يعكس واقعًا مأساويًا، ليس فقط للأسرى، بل لكل من يعيش تحت الحصار الإسرائيلي القاسي المفروض على القطاع.

    في التسجيل، تحدّث الأسير بلغة باردة لكنها حادة، قائلاً: “أشعر أنني متروك بالكامل. قيل لنا إن إسرائيل لا تتخلى عن أسراها. هذا كذب. هذا خداع.”
    كما عرض جدولًا غذائيًا بسيطًا دوّن عليه أيام الشهر الماضي، موضحًا كيف أنه لم يحصل على أي طعام في أيام متتالية، وأنه يعيش على قليل من العدس والفاصوليا، وأحيانًا لا يجد حتى ذلك.

    وجلس الأسير في النفق، على فراش أرضي، يدوّن أيام أسره بيده، في مشهد يعكس عزلة نفسية تامة ومعاناة وجودية. وفي لحظة رمزية مرعبة، ظهر وهو يحفر في أرض النفق بمِجرفة، قائلاً: “أنا أحفر قبري، جسدي يضعف يومًا بعد يوم.”

    وفي اليوم السابق، بثت كتائب القسام مقطعًا آخر للأسير نفسه، وقد ظهر فيه صامتًا ونحيلًا، بالتوازي مع مشاهد لأطفال غزة وهم يعانون من المجاعة ونقص الغذاء، في رسالة واضحة بأن الأسرى يتقاسمون مع سكان غزة معاناة الحصار والتجويع، وهو ما اختُتمت به المشاهد بعبارة بارزة: “يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب.”

    واختُتم التسجيل برسالة مباشرة بثلاث لغات (العربية، العبرية، الإنجليزية): “لن يعودوا إلا بصفقة. الوقت ينفد.”
    في إشارة قاطعة إلى أن الحل العسكري لن يعيد الأسرى الإسرائيليين أحياء، وأن صفقة تبادل هي الطريق الوحيد لاسترجاعهم، كما تؤكد القسام مرارًا.

    ويأتي هذا المشهد في وقت تتصاعد فيه الضغوط داخل الاحتلال الإسرائيلي على حكومة نتنياهو، حيث تتهمها عائلات الأسرى بالتقاعس، وتطالب بإبرام صفقة تبادل، فيما تفضّل الحكومة التصعيد العسكري كورقة ضغط على المقاومة، رغم تحذيرات الأخيرة بأن استمرار العمليات العسكرية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر – دون استرجاع الأسرى.

    spot_imgspot_img