ارتكب كيان الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، جريمة مروعة على مرأى العالم وأمام البث المباشر، مجزرة استشهد فيها خمسة صحفيين فلسطينيين أثناء تغطيتهم للأحداث في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد قصف مباشر استهدف موقع عملهم، ما أدى إلى استشهادهم جميعًا وإصابة آخرين.
ومن بين الضحايا المصوران معاذ أبو طه ومحمد سلامة من قناة الجزيرة، والمصور حسام المصري، والصحفية مريم أبو دقة، والصحفي أحمد أبو عزيز. وقد أكد ناشطون أن استهدافهم لم يكن عرضيًا، بل محاولة متعمدة لإسكات الأصوات التي تنقل للعالم حقيقة المجازر.
مقطع مؤثر من غزة يظهر لحظة إنقاذ طفلة تحت الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على حي الشجاعية. #غزة_تناديكم #SaveGaza
— قناة الجزيرة (@AJArabic) أغسطس 10, 2025
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال منذ بدء الحرب إلى 244 صحفياً، آخرهم الصحفيون الذين استشهدوا اليوم الاثنين. وأكد المكتب أن هذا الاستهداف الممنهج يندرج ضمن جرائم الحرب، محمّلاً الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
مشاهد المجزرة أظهرت كيف سقط الصحفيون فوق سطح مستشفى ناصر بينما كانوا يستخدمون الإنترنت لإرسال توثيقاتهم. وقد وصف ناشطون الحادثة بأنها “اغتيال للحقيقة” على الهواء مباشرة، مؤكدين أن الاحتلال لم يعد يكتفي بقتل الأبرياء بل يسعى لطمس الشهادة الحية على جرائمه.
وأدان الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب الجريمة، فيما طالب ناشطون ومنصات إعلامية عالمية بوقف الصمت الدولي المتواطئ. وانتقد صحفيون فلسطينيون وعرب موقف المؤسسات الإعلامية الكبرى، داعين إلى موقف حاسم يوقف مسلسل استهداف الصحافة.
هذه الجريمة تأتي في إطار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 62 ألف شهيد و158 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
