اعتبر العميد مجيب شمسان، خبير عسكري يمني، أن الجبهة اليمنية تشكل «معضلة أساسية وكابوسًا مرعبًا» للكيان الإسرائيلي، مؤكداً عدم قدرة العدو على إيجاد حل حقيقي لمواجهة القدرات اليمنية المتصاعدة على المستويين الميداني والإدراكي.
جبهة لا تُحَسَم وحالة من الإفلاس الاستراتيجي
قال شمسان إن القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية تقرأ طبيعة العمليات اليمنية وتدرس عناصر قوتها، لكنها لم تتمكن من إيجاد نقاط ضعف حاسمة.
وأضاف أن الغارات الإسرائيلية والأعمال العدوانية السابقة — بما في ذلك حملات أمريكية وبريطانية — لم تُفلح في تغيير مسار العمليات اليمنية أو تراجع وقفها، ما يجعل الأثر الإستراتيجي لصنعاء أكبر بكثير من مجرد مشاهد ميدانية.
تطور القدرات اليمنية وتجاوز الدفاعات الإسرائيلية
أشار الخبير إلى أن قوات اليمن تدرس منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية وتعمل على تطوير وسائلها لاقتفاء نقاط الضعف وتجاوزها، مستشهداً بعمليات نوعية وصلت أهدافاً حساسة بدقة عالية، من بينها ضربة على مطار رامون التي أحدثت ارتباكاً واضحاً في الرواية الإسرائيلية الرسمية وخلّفت أضراراً مادية كبيرة رغم محاولات التخفيف الإعلامي.
الصواريخ الفرط صوتية: إعادة حسابات العدو إلى الصفر
لفت شمسان إلى أن العمليات الفرط صوتية وغيرها من القدرات الصاروخية والمسيرية أعادت حسابات العدو إلى نقطة الصفر، مشدداً على أن تأثير هذه الأسلحة لا يقتصر على البُعد العسكري فحسب، بل يمتد إلى الأثر النفسي والسياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، وخاصة أثناء ذروة الموسم السياحي، ما يزيد من حالة القلق والارتباك لدى العدو.
استنزاف منظومات الدفاع وتداعيات اقتصادية وعسكرية
نوّه الخبير إلى أن وتيرة العمليات — وعددها المتكرر خلال فترات زمنية قصيرة — تخلق حالة استنزاف يومي لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وقد تؤدي مع طول المواجهة إلى نقص حاد في قدرات الاعتراض، بينما تواجه تل أبيب صعوبات تقنية وإجرائية في تعويض الخسائر أو زيادة حجم الإنتاج بسرعة كافية لمجابهة التهديد.
محاولات الدعم لسد الفجوة: إسناد المرتزقة وتعبيد مسارات بديلة
رأى شمسان أن انعطاف بعض الأطراف الإقليمية والدولية إلى دعم مجموعات وصفها بـ«المرتزقة» يندرج في إطار محاولات لإيجاد أدوات محلية تؤثر في موقف صنعاء، لكنه اعتبر هذه المحاولات اعترافًا بضعف العدو وعجزه عن المواجهة المباشرة، ومؤشراً إلى فشل سياسـي وعسكري في تغيير توازن المواجهة.
معركة طويلة وصراع تراكمات
ختم العميد مجيب شمسان بأن الجبهة اليمنية تشكل معضلة استراتيجية للعدو، وأن استمرار العمليات اليمنية على مستوياتها الميدانية والإدراكية يراكم أزمات لدى الطرف الآخر ويجعل من الخيارات الإسرائيلية مرهقة وغير فعالة على المدى القريب والمتوسط. مؤكد أن المعركة «طويلة» وأن المسارات التصحيحية لدى العدو تبدو محدودة ومرهقة اقتصادياً وعسكرياً.