شهدت مدينة كراتشي الباكستانية، الأحد، تظاهرة مليونية غير مسبوقة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث احتشدت جموع غفيرة من مختلف فئات المجتمع في شوارع المدينة الساحلية، منددة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، ومطالبة العالم الإسلامي بالتحرك العاجل لوقف الجرائم الصهيونية.
وبحسب وكالة إيرنا الإيرانية، فقد نُظّمت المسيرة بمبادرة من حزب الجماعة الإسلامية الباكستاني، وامتدت لمسافات طويلة وسط هتافات مدوّية: “الموت لإسرائيل” و*“الموت لأمريكا”*، في إشارة إلى الغضب الشعبي العارم من الدعم الأميركي الغربي المطلق للاحتلال الإسرائيلي.
وشارك في التظاهرة قادة الحزب وعدد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة من مختلف التيارات، مؤكدين أن ما يجري في غزة يمثل “وصمة عار على جبين الإنسانية”، وأن “صمت الأنظمة العربية والدولية يرقى إلى التواطؤ في الجريمة”.
وفي كلمته أمام الحشود، قال حافظ نعيم الرحمن، أمير حزب الجماعة الإسلامية والمتحدث الرئيسي في المسيرة، إن ردّ حركة حماس على خطة ترامب بشأن غزة كان خطوة مشرفة وذكية عكست إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مؤكداً أن “الهيمنة الأميركية والنفاق الغربي في التعاطي مع قضايا الأمة لن يسقطا إلا بوحدة الشعوب الإسلامية”.
وأضاف نعيم الرحمن أن على الحكومات الإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية، عبر دعم المقاومة الفلسطينية ومقاطعة الكيان الصهيوني سياسياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن “ما يسمى بخطة ترامب للسلام” ليست سوى محاولة لشرعنة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء المفاوضات.
وأكد المتحدثون أن فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل قضية عقيدة وكرامة، وأن ما يجري في غزة يمثل امتحاناً لموقف الأمة جمعاء، داعين إلى تصعيد حملات التضامن الشعبي حتى رفع الحصار وإنهاء الاحتلال بشكل كامل.
وتُعد هذه المسيرة في كراتشي الأكبر منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، في تأكيد جديد على عمق الارتباط الشعبي في باكستان بالقضية الفلسطينية، واستمرار حضورها في الوعي الجماهيري كرمز للحرية ومقاومة الظلم.
