كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية في تقرير موسّع، أن إيران أظهرت قدرات عسكرية متقدمة خلال المواجهة الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي، ووصفت أداء طهران بأنه “أذهل حتى خبراء الاستخبارات المخضرمين”، في حين كشفت المعارك عن ثغرات خطيرة في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية التي طالما روّج لها كـ“درع لا يُخترق”.
ووفق التقرير الذي نُشر اليوم الأحد، فإن الاشتباكات التي استمرت 12 يوماً بين الجانبين كشفت للمرة الأولى هشاشة نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات، إذ تراجعت نسبة اعتراض الصواريخ الإيرانية من 90% المعتادة إلى 65% فقط خلال ذروة المواجهة، رغم الدعم الأمريكي والاستخبارات الغربية.
وأكدت الصحيفة أن صواريخ “فاتح-1″ و”فتح-2” الإيرانية الأسرع من الصوت مثّلت مفاجأة ميدانية غير مسبوقة، بعدما أثبتت قدرة عالية على تجاوز أنظمة “القبة الحديدية” و”حيتس” و”مقلاع داوود” الإسرائيلية، مشيرة إلى أن نحو أربعين صاروخاً إيرانياً أصاب أهدافاً حيوية في عمق الأراضي المحتلة خلال المواجهة الأخيرة.
ووصفت الصحيفة هذا التطور بأنه “الأسوأ بالنسبة لإسرائيل منذ عقود”، لأنه كشف للمرة الأولى أن تفوقها التكنولوجي في ميدان الدفاع الجوي لم يعد مضموناً في مواجهة خصم يمتلك تقنيات تفوق سرعة الصوت.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الإسرائيلي في الدفاع الصاروخي د. تال كاليسكي قوله إن “التهديد الأسرع من الصوت يُغيّر الحسابات تماماً”، مؤكداً أن الصواريخ الإيرانية تدخل الغلاف الجوي بسرعات هائلة وتنفصل إلى رؤوس متعددة أثناء الطيران، ما يجعل اعتراضها شبه مستحيل في بعض الحالات.
وأضافت الصحيفة أن تقييم وزارة الدفاع الإسرائيلية الصادر مطلع يوليو/تموز الماضي أظهر أن معدل النجاح العام لاعتراض الصواريخ الباليستية لم يتجاوز 86%، وهو ما أثار تساؤلات داخل المؤسسة العسكرية حول “مدى قدرة إسرائيل على الصمود في حال تصعيد أكبر أو مواجهة طويلة الأمد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال الأكثر خطورة الذي يطرحه المحللون اليوم هو: “ماذا لو أطلقت إيران 400 صاروخ خلال 24 ساعة، وليس على مدى 12 يوماً؟”، في إشارة إلى احتمالية انهيار المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في حال تعرضها لهجوم مكثف.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية لم تحقق أهدافها، ولم تُفلح في شلّ برنامج طهران النووي أو قدرتها الصاروخية، مضيفاً أن الجولة المقبلة من الصراع – إن وقعت – ستكون “أكثر شراسة وأوسع نطاقاً”، وقد تُغيّر ميزان القوة في المنطقة بالكامل.
