تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، في إطار معركة طوفان الأقصى التي تدخل عامها الثاني، وسط تصاعد حدة الاشتباكات وتزايد خسائر العدو البشرية والمادية يوماً بعد يوم.
ففي بيان مقتضب صدر اليوم الاثنين، أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين – أنها قصفت بقذائف الهاون النظامي من عيار 60 مليمتراً مقرّ قيادة وسيطرة لجيش العدو الصهيوني داخل مدرسة الراهبات جنوب مدينة غزة. وأكدت السرايا أن العملية جاءت بعد رصد دقيق لتحركات قوات العدو في المنطقة، مشيرة إلى أن القصف حقق إصابات مباشرة في صفوف الجنود والمعدات داخل المقر.
وتزامنت هذه العملية مع هجوم مماثل نفذته كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس – حيث أعلنت في بيان عسكري أنها استهدفت تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال في حي تل الهوى جنوب المدينة بعدد من قذائف الهاون، مؤكدة تحقيق إصابات مؤكدة في صفوف القوات المتوغلة.
تأتي هذه الضربات النوعية في إطار تصعيد ميداني منسق بين فصائل المقاومة الفلسطينية التي تواصل استنزاف العدو في مختلف محاور القتال، لا سيما في المناطق الجنوبية والوسطى من قطاع غزة، حيث تتعرض قوات الاحتلال لضربات متكررة تستهدف مراكزه القيادية وآلياته العسكرية.
ويؤكد محللون أن العمليات المشتركة بين سرايا القدس وكتائب القسام تُظهر مستوىً متقدماً من التكامل الميداني والتنسيق العملياتي بين أجنحة المقاومة، بما يعكس جاهزية ميدانية عالية وقدرة على المناورة والضرب في عمق المناطق التي يحاول العدو التمركز فيها.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه جيش الاحتلال حالة ارتباك ميداني واضح، بعد فشله في تحقيق أي اختراق استراتيجي رغم مرور أكثر من عامين على العدوان المستمر على غزة، فيما تُظهر المقاومة قدرة متزايدة على إعادة تموضعها واستعادة زمام المبادرة في أكثر من محور.
المراقبون يرون أن استمرار هذه العمليات الدقيقة ضد مراكز القيادة والسيطرة يشير إلى أن المقاومة تعتمد استراتيجية استنزاف طويلة الأمد تهدف إلى ضرب البنية التنظيمية للجيش الإسرائيلي وشلّ قدرته على التحكم الميداني، في وقتٍ يتفاقم فيه الضغط السياسي والأمني على حكومة الاحتلال في ظل الخسائر المتزايدة على الأرض.
وهكذا، تثبت غزة مجدداً أنها عصية على الانكسار، وأن فصائلها المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على المبادرة والمفاجأة، رغم الحصار والقصف المتواصل منذ أكثر من 700 يوم.