الكذب كاستراتيجية سياسية لتغطية الفشل، يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استخدام الكذب وسيلةً لتبرير إخفاقات بلاده في الشرق الأوسط، وهذه المرة من خلال تصريحات مثيرة حول اليمن وحرب البحر الأحمر. فقد حاول ترامب الإيحاء بأن الولايات المتحدة حققت “انتصاراً ساحقاً” ضد ما وصفهم بـ”الإرهابيين الحوثيين”، في حين تكشف الاعترافات الرسمية والتقارير الأمريكية زيف هذه الرواية بشكل قاطع.
تصريحات متناقضة وحقائق ميدانية مغايرة
تصريحات ترامب الأخيرة تتناقض جذرياً مع إقراراته السابقة التي أبدى فيها إعجابه بـ”قدرة اليمنيين على الصمود والتكيف” رغم حملة القصف المكثفة التي شنتها القوات الأمريكية. وقد وصف الإعلام الأمريكي تلك الحملة بأنها فشلت في تحقيق أهدافها بعد شهرين فقط من انطلاقها، إذ “تلقى اليمنيون ضربات قوية، لكنهم أظهروا قدرة هائلة على التحمل وشجاعة استثنائية”، بحسب تقارير أمريكية رسمية.
اعترافات القيادة العسكرية الأمريكية
في المقابل، جاءت شهادات قادة الجيش الأمريكي لتكذّب رواية ترامب. فقد أقرّ قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، في أكثر من مناسبة، بأن القوات اليمنية تمثل التحدي الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن “الحوثيين يمتلكون قدرات غير مسبوقة في التصنيع المحلي للأسلحة”.
وقال كوريلا في إحدى جلسات الاستماع أمام الكونغرس:
“القوات اليمنية أجبرت واشنطن على إعادة تقييم منظوماتها الدفاعية. إنهم يتعلمون بسرعة، ويطوّرون أسلحة نوعية تمثل تهديداً مستقبلياً حقيقياً لنا.”
وأضاف أن الهجمات اليمنية على القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر لقّنت البحرية الأمريكية “دروساً قاسية”، مشيراً إلى أنها المرة الأولى في التاريخ التي تُستخدم فيها صواريخ باليستية مضادة للسفن بهذا الشكل الفعّال.
مراكز أبحاث تؤكد الخسائر الاستراتيجية
وفي يوليو الماضي، نشر مركز “سمسم” الأمريكي للأبحاث تقريراً أكد فيه أن الضربات الأمريكية ضد اليمن فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية رغم الإنفاق العسكري الضخم.
وخلص التقرير إلى أن الحملة لم تُضعف القدرات العسكرية اليمنية، بل زادت من خبراتها القتالية وقدرتها على الرد.
خسائر مالية وعسكرية هائلة
أما صحيفة ستارز أند سترايبس العسكرية الأمريكية، فكشفت أن الولايات المتحدة أنفقت مئات الملايين من الدولارات على حملة لم تنجح في منع اليمنيين من استئناف هجماتهم بعد أسابيع فقط. وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة التلغراف البريطانية الحملة الأمريكية بأنها استنزفت الترسانة العسكرية الأمريكية وأدّت إلى خسارة طائرات متقدمة دون أي تغيير في موازين القوة.
اليمنيون يفرضون معادلة جديدة في البحر الأحمر
وبينما يحاول ترامب تصوير حرب البحر الأحمر كـ”نجاح أمريكي”، تؤكد الوقائع أن القوات اليمنية فرضت على واشنطن الانسحاب مذلّة من البحر الأحمر بعد تكبّدها خسائر مالية وعسكرية فادحة، لتتحول الحملة الأمريكية إلى هزيمة استراتيجية كشفت هشاشة الرواية التي يحاول ترامب ترويجها.
___
خاص/المشهد اليمني الأول