المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ترامب يزوّر رواية البحر الأحمر.. والاعترافات الأمريكية تكشف الفشل الميداني

    يحاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إعادة صياغة رواية الأحداث في البحر الأحمر بما يخدم صورته السياسية ويُجمّل إخفاقات إدارته، إلا أن اعترافات مسؤولين أمريكيين وتقارير بحثية وعسكرية موثوقة نسفت تلك المزاعم وكشفت حقيقة الفشل الأمريكي أمام القدرات اليمنية المتصاعدة.

    في مقابلة حديثة، ادّعى ترامب أن قواته “أطلقت العنان لغضبها ضد اليمنيين في البحر الأحمر” وأنها “حققت نجاحاً وردعت العمليات اليمنية”، لكن هذه الرواية تتناقض مع تصريحات سابقة له حين أقرّ بأن “القصف المكثف لم يحقق أهدافه” وأن اليمنيين أظهروا صموداً وشجاعة نادرة.

    الاعترافات الأمريكية تفضح الأكاذيب

    تصريحات ترامب الأخيرة اصطدمت بتصريحات رسمية داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية نفسها. فقد اعترف الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، أمام الكونغرس بأن القوات اليمنية تمثل اليوم التحدي الأكبر لواشنطن في المنطقة، نظراً لقدراتها التصنيعية المحلية وتكتيكاتها المتطورة التي أجبرت الولايات المتحدة على إعادة تقييم منظومتها الدفاعية البحرية.

    وقال كوريلا بوضوح إن البحرية الأمريكية تلقت “دروساً قاسية” في البحر الأحمر، مؤكداً أن بلاده واجهت للمرة الأولى في التاريخ صواريخ باليستية مضادة للسفن أطلقتها قوات يمنية، واصفاً ذلك بأنه تحول نوعي في ميزان القوة البحرية الإقليمي.

    تقارير بحثية: الخسائر أكبر من المكاسب

    وفي تقرير أصدره مركز “ستيمسون” الأمريكي للأبحاث، تم التأكيد على أن الضربات الأمريكية ضد اليمن فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، بل أدت إلى خسائر استراتيجية واقتصادية كبيرة. وأشار التقرير إلى أن “القدرات العسكرية اليمنية لم تتأثر جوهرياً رغم القصف المتواصل”، وهو ما أكده أيضاً تقرير لصحيفة “ستارز آند سترايبز” العسكرية الأمريكية التي كشفت أن واشنطن أنفقت مئات الملايين من الدولارات في عمليات لم تمنع استئناف الهجمات اليمنية سوى لبضعة أسابيع.

    كما وصفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية تلك العمليات بأنها “استنزاف للترسانة الأمريكية دون أي تغيير في المعادلة الميدانية”، مؤكدة أن الولايات المتحدة اضطرت إلى تخفيض وجودها العسكري في البحر الأحمر بعد سلسلة من الخسائر المتلاحقة والضغوط اللوجستية والسياسية.

    انسحاب اضطراري وتوازن ردع جديد

    وبحسب مراقبين، فإن محاولة ترامب تسويق “نصر” مزعوم في البحر الأحمر تأتي في سياق حملة انتخابية مبكرة تستند إلى المبالغة في إنجازات وهمية. غير أن الوقائع الميدانية تشير إلى العكس تماماً: فقد اضطرت واشنطن إلى إعادة تموضع قواتها وسفنها في البحر الأحمر بعد تعرضها لخسائر مالية وعسكرية كبيرة، في مشهد وصفه خبراء بأنه “انسحاب اضطراري تحت ضغط الهجمات اليمنية المتواصلة”.

    ويخلص المراقبون إلى أن الفشل الأمريكي في البحر الأحمر لم يعد خافياً حتى على النخب السياسية في واشنطن، إذ أصبحت صنعاء رقماً صعباً في معادلة الردع الإقليمي، فيما تحاول إدارة ترامب السابقة تزييف الرواية للتغطية على عجزها العسكري والسياسي أمام الإرادة اليمنية.

    spot_imgspot_img