المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    بعد عامين على الطوفان.. المقاومة لم تُهزم والعقل الصهيوني بين يأس الهزيمة ورهان “التوريط”: أمريكا هي الحلّ الأخير

    في مقابلة خاصة مع قناة المسيرة الفضائية، أكّد المحلل السياسي والعسكري اللبناني ناصر قنديل أنّ ما بعد عامين من طوفان الأقصى تغيّر المشهد الاستراتيجي في المنطقة جذريًا، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يعيش مأزقًا وجوديًا، وأنه بات يعتمد على واشنطن كخيار أخير للبقاء، في ظل انكسار تفوقه العسكري والمعنوي أمام صمود المقاومة في غزة واليمن ولبنان.

    العقل الصهيوني بين واقع الفشل ووهم السيطرة

    يقول قنديل إنّ العقلية الصهيونية الآن تشتغل على مروحتين:
    الأولى، التسليم بالفشل الميداني والسياسي منذ زيارة نتنياهو إلى واشنطن في يوليو 2023، والتي أعقبتها سلسلة اغتيالات كبيرة – أبرزها اغتيال سماحة السيد – وهي، بحسب قنديل، “أفعال أمريكية مباشرة لتغيير معادلات المنطقة”.

    ويضيف أن واشنطن أرادت تمهيد الأرض أمام إسرائيل في اجتياحها البري لغزة عبر هذه الاغتيالات والضربات، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، إذ انتهى المسار سريعًا إلى وقف لإطلاق النار دون إنجاز صهيوني يُذكر.

    مشروع “الدومينو” الصهيوني… رهان سقط قبل أن يبدأ

    يشير قنديل إلى أنّ نتنياهو قدّم استراتيجيته تحت عنوان “حجارة الدومينو”: “إسقاط حماس في غزة سيُسقط اليمن، ثم إيران، ومن بعدها محور المقاومة بأكمله”. لكنّ الأحداث أثبتت عكس ذلك تمامًا، إذ فشلت إسرائيل في كسر أيٍّ من هذه الجبهات، بل تعزّزت مكانتها الميدانية والمعنوية.

    ويقول قنديل إنّ أشدّ الحروب الأمريكية على اليمن، وأشرس حروب نتنياهو على غزة، جاءت من هذا الرهان الفاشل، الذي كان يهدف في جوهره إلى فتح الباب لحرب مقررة على إيران.

    “لكن كيف يمكن حشر ستّ حروب في ستة أشهر؟ هذا مستحيل بالعقل والمنطق”، يضيف قنديل، مشيرًا إلى أنّ العدو دخل في مرحلة ارتباك استراتيجي شامل.

    نتنياهو يستنجد بأمريكا: “إذا هُزمنا، هُزمتم”

    يرى قنديل أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي في تلك المرحلة كان أوضح اعتراف بالعجز الإسرائيلي، إذ قال صراحةً: “إذا هُزمنا، هُزمتم أنتم”.

    ويعلّق قنديل بالقول: “هذه الجملة لا يقولها صهيوني متعجرف إلا إذا رأى الهزيمة أمامه بوضوح، وذهب ليستنجد بواشنطن كي تنقذه”.

    ويعتبر أن أهم خلاصة صهيونية اليوم هي أن الكيان لا يستطيع البقاء دون الدعم الأمريكي، وأن كل حروبه مرتبطة بمدى استعداد واشنطن لخوضها أو تغطيتها سياسيًا.

    حروب “الوتيرة المنخفضة”: هروب من السقوط الكامل

    يؤكد قنديل أن تل أبيب لم تعد قادرة على خوض الحروب الكبرى كما في السابق، مشيرًا إلى أن استراتيجيتها الحالية تقوم على “حروب الوتيرة المنخفضة” في لبنان وسوريا وغزة.

    ويضيف: “الحرب بالنسبة لهم يجب أن تبقى مشتعلة، لأنّ توقفها يعني سقوطهم… هم كالدراجة التي إذا توقفت عن الحركة تسقط”.

    ويتابع أن الكيان يحاول تمديد الصراع على جبهات متعددة بانتظار اللحظة الأمريكية المناسبة، ربما بعد الانتخابات النصفية في الكونغرس، لإعادة تقييم الموقف والبحث عن غطاء لحروب جديدة.

    المقاومة لم ولن تُهزم: البقاء أقوى من الانتصار

    في تقييمه لمستقبل المعركة، يقول ناصر قنديل إنّ الحرب بعد عامين من طوفان الأقصى لن تنتهي قريبًا، لكن المؤكد أنّ المقاومة لم تُهزم ولن تُهزم.

    ويضيف قنديل أن الكيان الصهيوني ومعه أمريكا أعجز من أن يحققا أيّ تغيير جوهري، لأنّ الزمن الآن يعمل لصالح المقاومة.

    ويؤكد قنديل أن كل يوم إضافي في هذه الحرب، سواء كان بوتيرة عالية أو منخفضة، يزيد من استنزاف الكيان ماديًا ومعنويًا، بينما تزداد المقاومة ثباتًا وإيمانًا وعدالة في قضيتها.

    حرب الاستنزاف… الطريق إلى سقوط
    الإمبراطوريات

    يختتم قنديل حديثه بالقول إنّ المقاومة لا تسأل عن النصر بقدر ما تسأل عن استمرار القتال، لأنّ استمرارها هو الانتصار الحقيقي “في المفهوم التحليلي المادي، حرب الاستنزاف هي التي تُسقط الإمبراطوريات الكبرى. وفي المفهوم الديني، النصر من عند الله”.

    ويضيف ناصر قنديل أن محور المقاومة اليوم – من غزة إلى صنعاء، ومن الضاحية إلى طهران – يملك زمام المبادرة الأخلاقية والسياسية والعسكرية، بينما يغرق العدو في أزمة وجود لا خلاص منها إلا باعترافه بالهزيمة.
    ___
    المشهد اليمني الأول/ خاص

    spot_imgspot_img