المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    غزة تمنح فرصة أخيرة.. الداخلية تعلن التوبة والعفو لمن لم تتلطخ أيديهم بالدماء

    أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، اليوم...

    فضيحة في البحرية الأمريكية.. علم ضخم يخفي أضرار حاملة ترومان عن أنظار ترامب

    كشفت مصادر إعلامية أمريكية عن محاولة البحرية الأمريكية إخفاء...

    الخدمة المدنية تُعلن الثلاثاء إجازة رسمية احتفاءً بثورة 14 أكتوبر

    أعلنت وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري أن يوم الثلاثاء...

    ورد الآن.. تسريب وثائق سرية تفجّر مفاجأة من العيار الثقيل عن التحالف السري “العربي الإسرائيلي” واليمن في القائمة(وهذا ما يحدث تحت الطاولة)

    كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير استقصائي جديد، أن عددًا من الدول العربية التي هاجمت “إسرائيل” علنًا خلال حرب غزة، حافظت في السر على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق معها، في إطار آلية دفاعية إقليمية سرية تقودها الولايات المتحدة وتعمل تحت مظلة القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم”.

    ووفقًا للوثائق الأمريكية السرية التي حصلت عليها الصحيفة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، فإن ست دول عربية على الأقل – السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وقطر – شاركت في ما يُعرف باسم “الهيكل الأمني الإقليمي” (Regional Security Construct)، بينما أُدرجت الكويت وسلطنة عمان كمرشحتين للانضمام مستقبلًا.

    وبيّنت الوثائق أن المنظومة الأمنية المشتركة أُنشئت لتكون بمثابة شبكة لتبادل المعلومات والتنسيق العملياتي والمناورات العسكرية، تحت غطاء “مواجهة النفوذ الإيراني” وتعزيز التعاون الدفاعي بين الدول العربية و”إسرائيل”، في حين جرى تصنيف جميع الاجتماعات بأنها “سرية ومحمية بالرعاية الأمريكية”، مع تعليمات صارمة بمنع التصوير أو التغطية الإعلامية.

    كما كشفت الوثائق أن المراسلات الداخلية تضمنت حتى تفاصيل تتعلق بالطعام “الكوشر” الخاص بالمشاركين الإسرائيليين، بما في ذلك منع تقديم لحوم الخنزير والمأكولات البحرية في الاجتماعات المشتركة، في إشارة إلى الطابع التنظيمي الدقيق للقاءات التي استمرت لثلاث سنوات.

    وخلال هذه الفترة، نُظمت قمم وتدريبات عسكرية مشتركة في دول عربية وغربية عدة، من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد في قطر، وصولًا إلى قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأمريكية. وتضمنت هذه الفعاليات مناورات ميدانية لتحديد وتدمير الأنفاق تحت الأرض، وهي التقنية ذاتها التي تستخدمها إسرائيل في حربها ضد فصائل المقاومة في غزة.

    كما أشارت الوثائق إلى مناورات أجريت في مصر في سبتمبر الماضي بمشاركة قوات من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر، حيث ركّزت على التنسيق في مجال الدفاع الجوي والسيبراني.

    ووفقًا للتقرير، فإن الهدف المعلن من هذا الإطار الأمني هو تحقيق تكامل لحظي بين أنظمة الدفاع والرادارات والاتصالات السيبرانية، بحيث تندمج بيانات المستشعرات والرادارات لجميع الدول المشاركة في شبكة أمريكية موحدة لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

    كما أظهرت الوثائق أن دولتين عربيتين لم تُذكر أسماؤهما قدمتا معلومات استخباراتية مباشرة لسلاح الجو الأمريكي، وأن جميع الأطراف المشاركة تستخدم منصة تشفير خاصة للتواصل الفوري مع واشنطن والعواصم الحليفة.

    وتجاوز التعاون البعد الإقليمي، إذ ارتبط المشروع بتحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ما يعكس اتساع النطاق الدولي لهذه المنظومة الأمنية.

    وتتضمن الخطط المستقبلية، بحسب الوثائق، إنشاء “مركز الشرق الأوسط للأمن السيبراني” و“مركز دمج المعلومات” لتسهيل تبادل البيانات وإجراء تدريبات رقمية مشتركة بين الخبراء الإسرائيليين والعرب، في خطوة تُعدّ أول اندماج من نوعه في المجال الأمني الرقمي العربي–الإسرائيلي.

    ولعبت السعودية دورًا محوريًا في هذه الشبكة، إذ قدمت معلومات استخباراتية لإسرائيل ولدول عربية أخرى بشأن الأوضاع في سوريا واليمن، كما شاركت في اجتماع رفيع المستوى عُقد في يناير الماضي بقاعدة فورت كامبل الأمريكية، خُصص للتدريب على كشف الأنفاق الهجومية وتحييدها، وهي التقنية التي تُستخدم حاليًا في حرب غزة.

    وتطرقت الوثائق إلى إحاطات سعودية–أمريكية تناولت النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تهديدات “الحوثيين” في اليمن، وهو ما يؤكد تداخل الملفات الإقليمية ضمن هذه المنظومة الدفاعية.

    وشددت الوثائق على أن هذا التعاون لا يُشكل تحالفًا جديدًا رسميًا، وأن كافة الاجتماعات يجب أن تبقى بعيدة عن الإعلام والرأي العام، فيما يستمر القادة العرب في الوقت نفسه بإصدار بيانات حادة ضد “إسرائيل”.

    فقد وصف أمير قطر العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “حرب إبادة”، فيما اتهمت السعودية تل أبيب بارتكاب “تجويع وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين”، في حين تؤكد الوثائق وجود تواصل استخباراتي موازٍ خلف الكواليس.

    ويرى محللون أن الوثائق المسربة تكشف تناقضًا عميقًا في الموقف العربي، إذ تخشى بعض الدول الخليجية “إسرائيل” المنفلتة لكنها تعتمد في الوقت نفسه على المظلة الأمنية الأمريكية وتخاف من تصاعد القوة الإيرانية، ما يدفعها إلى البقاء ضمن معادلة التعاون السري وتجنّب الإعلان العلني عن التحالف.

    وبحسب التقرير، تعتبر واشنطن هذه المنظومة امتدادًا لاتفاقيات التطبيع السابقة ومحاولة لبناء تطبيع أمني تدريجي بين إسرائيل والعالم العربي، تمهيدًا لتشكيل منظومة دفاع إقليمي أوسع تحت القيادة الأمريكية.

    كما أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نشرت مؤخرًا نحو 200 جندي في المنطقة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، بينما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الدول المشاركة في الشبكة قد تساهم لاحقًا في بعثة دولية لإدارة القطاع.

    ومع أن تلك الدول أعلنت دعمها العلني لخطة ترامب لإنهاء الحرب، بما في ذلك تشكيل قوة متعددة الجنسيات وتدريب شرطة فلسطينية جديدة، إلا أنها تجنبت حتى الآن تقديم أي التزامات فعلية بالمشاركة العسكرية، مفضّلة الإبقاء على التطبيع الأمني في نطاق السر لا العلن.

    spot_imgspot_img