المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الأخبار اللبنانية: “الموساد الإسرائيلي” يشن حملة تجنيد لليمنيين رغم وقف إطلاق النار

    كشفت جريدة الأخبار اللبنانية عن تحركات "إسرائيلية" جديدة تجاه...

    عدن تغرق في الظلام.. انهيار شامل للكهرباء واعتقالات تطال محتجين على تدهور الأوضاع

    تعيش مدينة عدن، الواقعة تحت سيطرة قوات المرتزقة الموالية...

    عروض ومسيرات في “شاهل” حجة و”ظهار” إب بالذكرى الثانية لـ”طوفان الأقصى”

    شهدت محافظتا حجة وإب، اليوم الأربعاء، عروضًا شعبية وتطبيقات...

    “وكلاء الداخل”.. أدوات الكيان من غزة إلى لبنان واليمن

    ما إن انسحب جيش العدو الصهيوني من بعض مناطق قطاع غزة، وخفتت أصوات نيرانه، حتى أوكلت المهمة لعناصر محلية جُندت بعناية لخدمة أهدافه، لتعمل بوجهٍ داخلي وتحت غطاءٍ من الشعارات البراقة عن “السلام” و”الاعتدال” الذي لا يعرف معناه الصهاينة.

    في هذا السياق، برزت تصريحات حسام الأسطل، قائد ميليشيا موالية للاحتلال في خان يونس، في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، حيث قال نصًا إنه “على اتصال وثيق بالولايات المتحدة وكيان العدو»، متعهدًا «بفتح غزة أمام الصهاينة” وداعيًا إلى “التخلص من المقاومة”. لم تكن كلماته زلة لسان، بل بيان وظيفة يكشف وجها قديما جديدا من أساليب الاحتلال في إشعال الصراعات الداخلية وتغذية الفتن.

    تُظهر المعطيات أن العدو بات يعتمد على الوكلاء حين تعجز جيوشه وتحالفاته عن الحسم. فاليوم، تُقدَّم وجوه محلية بملامح “مدنية” كبدائل لحكم غزة، بينما يصفها المراقبون بأنها أدوات جديدة بأجندة صهيونية تهدف إلى إعادة رسم المشهد الفلسطيني الداخلي بما يخدم أهداف الكيان بعد الحرب.

    هذا المشهد ليس استثناءً؛ بل هو نسخة مكررة مما شهدته اليمن في سنوات الحرب، حين تحولت جماعات محلية مسلحة إلى أذرعٍ إقليمية ترفع شعار “إعادة الشرعية”، بينما تعمل على إعادة البلاد إلى مربع الوصاية والتبعية.

    إن ما يحدث اليوم في غزة ولبنان واليمن ليس سوى سياسة الوكلاء؛ جماعات لا ترفع راية السلام إلا مع الكيان، وتخفي تحتها دعوة للاستسلام. تُحمّل المقاومة وزر العدوان وتُروّج لفكرة التعايش مع من لا يرى في الآخر إلا عدواً دون البشر.

    وهكذا، حين يعجز العدو في الحرب المباشرة، يستخدم ورقة الداخل، من غزة إلى لبنان إلى اليمن، بلغةٍ واحدة وغايةٍ واحدة، عبر أطرافٍ محلية الانتماء صهيونية الولاء، لا هدف لها سوى مواجهة من صمد ورفض الخضوع، ومن أبى أن يكون رقماً في حضيرة الخانعين.

    spot_imgspot_img