وخلال حديثه لقناة “المسيرة”، عبّر صباحي عن فخره واعتزازه بمشاركة السيد القائد عبد الملك الحوثي في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت، معتبراً أن المؤتمر “يتشرّف باستضافة القادة الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي”، مؤكداً أن مكان اليمن وقيادتها في مقدمة الصفوف هو مكان طبيعي ومشرّف لكل من يواجه الاحتلال ويقف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني.
وأشار صباحي إلى أن انتقادات بعض الأطراف لمشاركة السيد الحوثي في المؤتمر تعكس ضيق أفق وانحرافاً عن البوصلة القومية، موضحاً أن من يحمل الفكر الناصري الحقيقي “لا يمكن أن يكون إلا مع من يقاتلون إسرائيل”، مؤكداً أن السيد عبدالملك الحوثي يسير على ذات النهج المقاوم الذي حمل رايته الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في العداء الواضح والمبدئي لإسرائيل والاستعمار.
وشدد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي على أن أنصار الله قدموا نموذجاً ملهماً في التضحية والفداء، وباتوا اليوم جزءاً من معادلة الردع الإقليمي في وجه العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن اليمن “أثبت أن المقاومة لا تقتصر على الجغرافيا الفلسطينية، بل هي مشروع أمة بأكملها تسعى لتحرير أرضها واستعادة كرامتها”.
كما دعا صباحي إلى إطلاق حوار يمني – يمني جامع يضمن وحدة الصف الوطني ويحصّن الجبهة الداخلية في مواجهة المؤامرات الخارجية، مؤكداً أن المؤتمر القومي العربي “يسعى لتقريب المواقف وتوحيد الكلمة بين أبناء الأمة الواحدة”.
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، قال صباحي إن عملية “طوفان الأقصى” كانت صفحة مشرقة في تاريخ الأمة، كشفت هشاشة الكيان الصهيوني وزلزلت نظريته الأمنية، مشيراً إلى أن المقاومة – وخاصة القادمة من اليمن – أثبتت قدرتها على الوصول إلى عمق العدو وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة بأيدٍ عربية.
واختتم صباحي تصريحه بالتأكيد على أن المعركة المقبلة لن تكون سياسية فقط، بل فكرية وثقافية وإعلامية أيضاً، داعياً إلى تعزيز الوعي العربي بالقضية المركزية للأمة، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال وأدواته. وقال: “من يقاتل إسرائيل اليوم هو الامتداد الحقيقي لعبد الناصر، والحق أن كل ناصري حر يجب أن يقف مع السيد عبدالملك الحوثي وأنصار الله في خندق واحد”.
هذا وأكدت مخرجات المؤتمر القومي العربي في بيروت ومواقف القيادات المشاركة أن صنعاء باتت عنصرًا مركزياً في معادلات القوة الإقليمية، وأن موقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية لم يعد مجرد بيان رمزي بل تحوّل إلى قدرة عسكرية وسياسية تفرض نفسها على ميزان الردع. وفي هذا الإطار، تجمعت القراءات السياسية والعسكرية للمؤتمر لتؤكد أن خطاب صنعاء ووقوفها وراء المقاومة أعادا تعريف مفهوم قوة الدولة وفرضا حالة جديدة من “الردع الاستباقي” على امتداد البحر الأحمر والبحرين العربي والهندوسي.